البابا: صوم وصلاة لأجل السلام اليوم وكنيسة إيطاليا محتشدة

أغسطس 22, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

الفاتيكان ـ أعلن البابا ليون الرابع عشر في تذكار الطوباوية مريم البتول، الملكة، الموافق اليوم ٢٢ من آب/أغسطس عن يوم صوم وصلاة من أجل طلب نعمة السلام في الأرض المقدّسة وأوكرانيا، وفي مناطق أخرى من العالم التي تمزّقها الصراعات.

وذكر موقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني، أن مبادرة البابا هذه، تأتي امتدادًا لتلك التي قام بها أسلافه، مذكّراً بأن ليون الرابع عشر في لقائه المفتوح مع الناس الأربعاء الماضي، قال إنه “فيما لا تزال أرضنا مثخنة بجراح الحروب في الأرض المقدسة، في أوكرانيا، وفي مناطق عديدة أخرى من العالم، أدعو جميع المؤمنين إلى عيش يوم الثاني والعشرين من آب بالصوم والصلاة، ملتمسين من الرب أن يمنحنا السلام والعدالة، وأن يمسح دموع الذين يتألمون بسبب النزاعات المسلحة الجارية”.

وفي اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة بتذكار الطوباوية مريم البتول، الملكة، شجّع البابا الجميع على الالتجاء إليها، هي التي تُدعى أيضاً “ملكة السلام”، لكي يجد البشر بشفاعتها طريق المصالحة.

وتأتي المبادرة التي أعلنها البابا بريفوست امتداداً لتلك التي أطلقها سلفه البابا فرنسيس، الذي، على مدى اثني عشر عاماً من حبريته، وجّه مراراً نداءات من أجل السلام، لاسيّما في الشرق الأوسط وفي “أوكرانيا المعذّبة”.

ففي أيلول سبتمبر ٢٠١٣، أي بعد ستة أشهر فقط من انتخابه على السدّة البطرسية، دعا البابا برغوليو إلى يوم صلاة وتوبة من أجل التماس “العطيّة العظمى” للسلام لسوريا، للشرق الأوسط، وللعالم بأسره. وقد أقيمت أمسية صلاة في ساحة القديس بطرس في ٧ أيلول سبتمبر، عشية عيد مولد العذراء مريم، ملكة السلام، وخلال العظة حثّ البابا فرنسيس الجميع على أن يصبحوا “رجال ونساء مصالحة وسلام”.

وفي مناسبتين أخريين دعا البابا بيرغوليو للصلاة من أجل الشرق الأوسط: في ٢٧ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣، بعد عشرين يوماً من اندلاع النزاع بين إسرائيل وفلسطين، أقيمت ساعة صلاة وسجود للقربان الأقدس في بازيليك الفاتيكان بعنوان: السلام في الأرض، على اسم الرسالة العامة التاريخية للقديس يوحنا الثالث والعشرين التي صدرت لستين سنة خلت.

وهناك رفع البابا صلاته قائلاً: “إنها ساعة مظلمة يا أمنا. وفي هذه الساعة المظلمة نغوص في عينيك المنيرتين ونوكل أنفسنا إلى قلبك”، لكي تعلّمي البشرية أن “ترفض جنون الحرب، الذي يزرع الموت ويمحو المستقبل”. وبعد سنة، في ٦ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٤، توجّه البابا فرنسيس إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى لرفع صلاة من أجل السلام؛ كما أعلن لليوم التالي، بعد عام تماماً من اندلاع النزاع، عن يوم خاص للصلاة والصوم.

وبالنسبة لأوكرانيا بشكل خاص، دعا البابا برغوليو إلى الصلاة في ٢ آذار مارس ٢٠٢٢، يوم أربعاء الرماد: بعد أسبوع من هجمات موسكو على كييف، التمس الحبر الأعظم من العذراء، ملكة السلام، أن “تحفظ العالم من جنون الحرب”. وأعاد الدعوة نفسها في ٢٥ آذار مارس التالي، حينما أوكل في بازيليك القديس بطرس أوكرانيا وروسيا إلى قلب العذراء الطاهر لكي يتوقّف النزاع.

مبادرات من أجل المصالحة في العالم أطلقها أيضاً خلفاء بطرس الآخرون في الأزمنة الحديثة: ففي ٢٣ تموز يوليو ٢٠٠٦، أمام تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط، أعلن البابا بندكتس السادس عشر يوماً خاصاً للصلاة والتوبة لكي “نطلب من الله عطية السلام الثمينة”. وأخيراً، يبقى في الذاكرة يوم الصوم والصلاة الذي دعا إليه القديس يوحنا بولس الثاني في ١٤ كانون الأول ديسمبر ٢٠٠١، بعد ثلاثة أشهر فقط من اعتداءات ١١ أيلول سبتمبر على برجي نيويورك: مبادرة هدفت إلى “رفع الصلاة إلى لله لكي يمنح العالم سلاماً ثابتاً قائماً على العدالة”.