الفاتيكان ـ قال البابا ليون الرابع عشر، إن “الناس يموتون في أوكرانيا”، فـ”ليتوقف إطلاق النار ولتبدأ المفاوضات”.
وفي الحوار الذي دار مساء أمس الثلاثاء بين البابا ومجموعة من الصحفيين من مختلف اللغات والمنابر الإعلامية، خارج أسوار محل إقامته في (فيلا باربيريني) بمقر إقامته الصيفي في ضاحية كاستيل غاندولفو، استهل حديثه بالرد على سؤال عن أوكرانيا، “التي لا تزال تتعرض لغارات روسية واسعة النطاق”، وعن “مقترح التنازل عن الأراضي لروسيا لإنهاء الحرب”، وهي “فرضية طرحها مؤخراً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
وبهذا الصدد، أكد البابا وفقّا لما نشره موقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني الأربعاء، أن “هذا أمر يخصهم ويجب أن يقرروه، فدستور أوكرانيا واضح جداً”. إلا أن “المشكلة تكمن في غياب وقف إطلاق النار، فهم لا يصلون إلى نقطة حوار ليروا كيف يحلّون هذه المعضلة. للأسف، الناس يموتون كل يوم، وأعتقد أن علينا الإصرار على تحقيق السلام، والبدء بوقف إطلاق النار هذا، ثم التحاور”.
وفي سياق متصل، علّق البابا بريفوست على بيان مجلس الأساقفة الأمريكيين الصادر في 13 تشرين الثاني/نوفمبر بشأن المهاجرين وطالبي اللجوء، عندما نشروا لأول مرة منذ سنوات، رسالة رعوية ترفض عمليات الطرد الجماعي وتعبّر عن القلق إزاء الوضع في البلاد، مؤكدين أن الأمن القومي وحماية الكرامة الإنسانية ليسا متعارضين.
وعبّر البابا عن تقديره للبيان، واصفاً إياه بأنه “مهم جداً”. وقال: “أود أن أدعو، وبشكل خاص جميع الكاثوليك، وكل ذوي النوايا الحسنة أيضًا، إلى الاصغاء بعناية إلى ما قالوه. أعتقد أن علينا البحث عن سبل لمعاملة الناس بإنسانية، معاملتهم بالكرامة التي يستحقونها”.
وأشار البابا إلى أنه “إذا كان شخص ما مقيماً في الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية، فهناك طرق للتعامل مع ذلك. هناك محاكم ونظام قضائي، وأعتقد أن هناك مشاكل عديدة في النظام. لكن لم يقل أحد إن على الولايات المتحدة فتح حدودها”، وأردف: “أعتقد أن لكل دولة الحق بتحديد من وكيف ومتى يدخل إليها الأفراد”.
وأضاف ليون الرابع عشر: “عندما يعيش الناس حياة كريمة، والعديد منهم يعيشون هناك منذ 10، 15 أو 20 عاماً، فإن معاملتهم تتم بطريقة أقل ما يقال عنها إنها غير محترمة إطلاقاً، وقد حدثت بعض أعمال العنف. لقد كان الأساقفة واضحين جداً فيما قالوه. أود فقط أن أدعو جميع الأمريكيين للإصغاء إليهم”.
ثم توجّه البابا بالحديث إلى إفريقيا، وتحديداً نيجيريا، التي ذكرها في نداءات سابقة، إثر موجة الكراهية والعنف التي تستهدف المسيحيين وغيرهم، وقال: “أعتقد أن في نيجيريا ومناطق أخرى، هناك بالتأكيد خطر يتهدد المسيحيين، لكنه يهدد الجميع أيضًا، فقد تم ذبح المسيحيين والمسلمين على حد سواء”.
وخلص البابا بربط مسألة الإرهاب بـ”اقتصاد الحرب للسيطرة على الأراضي التي يمتلكونها”. وأردف: “للأسف، توفي العديد من المسيحيين، وأعتقد أن من المهم جداً البحث عن طريقة تشجع بها الحكومة وجميع الشعوب على عيش حرية دينية حقيقية”.