الفاتيكان ـ أعرب البابا ليون الرابع عشر، عن الاقتناع بأن “السلام بين الأمم مرهون بالسلام بين الأديان”.
وفي رسالته إلى المشاركين بالمؤتمر الثامن لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، المنعقد في أستانا (كازاخستان)، اليوم وغدًا، قال البابا، إن “وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي وقّعها في أبوظبي عام 2019 سلفُي الجليل البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، قدّمت مؤخرًا نموذجًا واضحًا لكيفية مساهمة التآزر الديني في تعزيز السلام والتعايش العالميين”.
وأضاف البابا بريفوست: “لقد شهدنا هذه الروح نفسها في الاجتماع الأخير لهذا المؤتمر عام 2022، عندما اجتمع قادة من مختلف الأديان، ومن بينهم البابا فرنسيس، لإدانة العنف والتطرف، دعم رعاية اللاجئين، ودعوة جميع القادة إلى العمل معًا لأجل السلام”.
وأكد ليون الرابع عشر، أن “هذه الالتزامات رفيعة المستوى تتجسد في أفعال ملموسة: فعندما تقع الكوارث الطبيعية، أو يُجبر اللاجئون على الفرار، أو عندما تعاني الأسر من الفقر المدقع والجوع، غالبًا ما تتحد المجتمعات الدينية، وتعمل جنبًا إلى جنب لتقديم الإغاثة والأمل لمن هم في أمسّ الحاجة إليه”.
وحذر البابا، من أن “السلام يتطلب مساهمة الجميع، فالمستقبل الذي نتصوره، المبني على السلام، الأخوة والتضامن، يتطلب التزام كل الأيدي والقلوب. عندما يقف القادة الدينيون معًا دفاعًا عن الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، ويتحدون لغرس الأشجار لرعاية وطننا المشترك، أو يرفعون صوتًا موحدًا دعمًا لكرامة الإنسان، فإنهم يشهدون على حقيقة أن الإيمان يوحد لا يفرق”.
وأردف: “بهذه الطريقة، يصبح التآزر علامة أمل قوية للبشرية جمعاء، كاشفًا أن الدين، في جوهره، ليس مصدرًا للصراع، بل نبع للشفاء والمصالحة”. ومن هنا تأتي الدعوة إلى العمل “بلا كلل من أجل الوئام، وخلق تآزر من أجل السلام – تآزر، كما ذكرتُ سابقًا، أعزلٌ، متواضعٌ ومثابر، يسعى دائمًا إلى الإحسان ويمد يده إلى المحتاجين. فلنصلِّ جنبًا إلى جنب، نخدم ونتحدث بصوت واحد أينما كانت كرامة الإنسان في خطر”.