الفاتيكان ـ دعا البابا ليون الرابع عشر، إلى “محاربة الانقسام والكراهية والعنف معاً”.
وبمناسبة اللقاء الدولي “تعزيز ثقافة الانسجام”، الذي تنظمه السفارة البابوية ومجلس الأساقفة الكاثوليك في بنغلادش من 6 ـ 12 أيلول/سبتمبر الجاري، وجّه البابا رسالة للمشاركين كتب فيها: “قبل كل شيء، أتمنى لكم السلام الذي لا يأتي إلا من الله ــ سلام أعزل، يجرِّد من السلاح، متواضع ودؤوب، يبحث عن المحبة دائمًا، ويحرص على أن يكون قريبًا، ولاسيما من المتألمين”.
ووفقا لموقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني، فقد تابع البابا: “أُحيّي القيّمين على هذا اللقاء لاختيارهم موضوعه الذي يعكس روح الانفتاح الأخوي وهو ما يسعى إليه أصحاب النوايا الصالحة مع أتباع الديانات الأخرى، وينبع أيضًا من القناعة بأن جماعتنا الإنسانية واحدة حقًا في أصلها وفي مصيرها تحت نظر الله. فنحن جميعًا أبناؤه، وبالتالي إخوة وأخوات، وكعائلة واحدة، نتقاسم الفرصة والمسؤولية لمواصلة تعزيز ثقافة الانسجام والسلام”.
وأشار البابا بريفوست، إلى أنه، “يمكننا في هذا السياق أن نتحدث عن الثقافة بمعنيين، فهي قد تعني الإرث الغني من الفنون والأفكار والمؤسسات الاجتماعية التي تميّز كل شعب. وفي الوقت عينه، يمكن فهم الثقافة كبيئة حاضنة تدعم النمو. فكما يسمح النظام البيئي السليم بتعايش النباتات المتنوعة جنبًا إلى جنب، كذلك الثقافة الاجتماعية السليمة تسمح بازدهار الجماعات المتنوعة في انسجام”. وأوضح البابا، أن “مثل هذه الثقافة تحتاج إلى عناية دقيقة: فهي تتطلّب شمس الحقيقة، ماء المحبة، وتربة الحرية والعدالة. ونحن نعلم من لحظات مؤلمة في التاريخ أنّه حين يُهمل الاهتمام بثقافة الانسجام، يمكن للأعشاب الضارة أن تخنق السلام، فتنمو الشكوك، تتصلّب الصور النمطية ويستغل المتطرفون المخاوف لبثّ الانقسام”.
وأكد ليون الرابع عشر، أنه “معًا، كرفاق في الحوار بين الأديان، نحن أشبه بالحارثين الذين يعتنون بحقل الأخوّة هذا، فيبقون أرض الحوار مثمرة، ويزيلون أعشاب الأحكام المسبقة”. واختتم بالقول: “أؤكد لكم مودتي الأخوية وصلواتي، وليبارككم العليّ مع عائلاتكم وجماعاتكم، ليبارك بلدكم بمزيد من الانسجام والسلام وليبارك عالمنا، الذي يحتاج بشدّة إلى نور الأخوّة”.