
روما ـ قال رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، رومانو برودي، إن رئيس الإتحاد الروسي فلاديمير “بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، يتوصلان خطوةً بخطوة إلى اتفاق لا يُمكن لأحدٍ في العالم معارضته”.
وأضاف الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، في مقابلة مع صحيفة (لا ريبوبليكا) الإيطالية الأربعاء: “تخيّلوا أوكرانيا، ففي يومٍ يسخر ترامب من زيلينسكي ويعانقه في اليوم التالي، ثم يسخر منه مجددًا، وبعدها يعود لمُعانقته. إنه يُضعفه، والهدف النهائي دائمًا هو التوصل لاتفاق بين أنظمة استبدادية، ونحن الأوروبيون نُشاركهما”.
وأشار السياسي المخضرم إلى أن “الأمر كان مُهينًا. شيئًا فشيئًا، نشهد انهيار الديمقراطيات، بينما يُؤدي تقارب القوى العظمى إلى ثلاثية بين الصين والولايات المتحدة وروسيا. وهي ثلاثية تُختزل إلى ثنائية قطبية لأن العلاقة بين الصين وروسيا لم تنقطع”.
وردًا على سؤال عما إذا كانت هناك خطر من تراجع الديمقراطية في الولايات المتحدة؟ أجاب برودي: “إنه جارٍ بالفعل. سيعتمد اكتماله من عدمه على المعارضة الديمقراطية وانتخابات التجديد النصفي، وعلى موعدها. العمليات ضد الجامعات، الثقافة، القضاء، الإعلام واستقلال البنك المركزي مثيرة للقلق، ناهيك عن تدخلات الحرس الوطني. يُضاف إلى ذلك السيطرة التدريجية على الاقتصاد”.
أما إذا كان هذا الخطر موجود في إيطاليا أيضًا؟، فقد قال: “بالتأكيد، وهو يتزايد مع استراتيجية عدم السماح لأنفسنا أبدًا بإساءة معاملة الولايات المتحدة. الغفران من كل خطيئة يأتي من الحكم الالهي، الذي يصدره ترامب”، مبيناً أنه “لوقف هذه الرؤية، يجب على يسار الوسط أن يوجد، وهذا يكفي”.
ولدى سؤاله عما إذا كان موجودًا الآن؟ رد القيادي بالحزب الديمقراطي: “قد يكون موجودًا لأن السخط على الحكومة يتزايد، لكن بدون معارضة، تستطيع الحكومة فعل أي شيء والفوز دائمًا. عدم اليقين يُنفّر الناخبين”.
وبشأن اجتماع واشنطن، أشار برودي إلى أن “الإعلام، قلّما صوّره بالشكل الصحيح، أي أوروبا كتلميذة في المدرسة، تتلقى دروسًا من أستاذها الجالس على المكتب. لم أرَ قط اجتماعًا دوليًا لم يجتمع فيه المشاركون حول طاولة واحدة على قدم المساواة”. ومع ذلك، “كان الأوروبيون حاضرين، مستعدين لتلقي الأوامر”.
وشدد السياسي الإيطالي، على “الحاجة إلى دفاع مشترك وسياسة خارجية مشتركة، وإلا، فسنبقى تابعين. علينا أن ننخرط في السياسة، وعلى أوروبا دعم أوكرانيا والعمل في الوقت نفسه على التوصل إلى اتفاق سلام. النقطة المهمة هي أن الحرب في أوروبا، لكن أوروبا لم تلعب أي دور”. وحول انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي؟ قال برودي، إن “أوكرانيا تستطيع ذلك بالتأكيد، لكن هذا غير ممكن اليوم لأنها في حالة حرب. هناك حاجة لخطة طويلة الأجل، كما كانت الحال مع التوسيع، لكن يجب ألا نكرر الخطأ نفسه عندما وعدني الجميع بتغيير مؤسسات الاتحاد، بينما لم يتغير شيء، لأن أوروبا مشلولة على الرغم من الإجماع”.