كروزيتّو بشأن أوكرانيا: المادة الخامسة أكثر فاعلية من الدول الراغبة

أغسطس 20, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

روما ـ رأى وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو، أن “ما حدث في واشنطن إيجابي للغاية. أولًا، لأن الجميع، ومن بينهم الأمريكيون، أصبحوا أكثر وضوحًا بشأن الأمر الواقع ميدانيًا. ثانيًا، لأن الأوروبيين نسقوا، وبنوا خطًا مشتركًا، وقرروا السعي إليه معًا. هذا الخط هو ضمان أمن أوكرانيا”.

وفي مقابلة مع صحيفة (لا ريبوبليكا) الأربعاء، بعد قمة واشنطن، قال الوزير كروزيتّو، إن “هذا الأمر لم يكن مفروغًا منه، وبشكل خاص من جانب الولايات المتحدة. الآن، تكتسب فكرة ميلوني عن آلية قائمة على المادة الخامسة زخمًا. إنها أحد الحلول الممكنة، لا تتعارض مع حل الدول الراغبة، ويمكن تحقيق كليهما”.

وفيما يتعلق بإقليم دونباس، أوضح الوزير، أن “لدى الروس مشكلة كبيرة، ففي عام 2022، أقنع بوتين مجلس الدوما بتغيير الدستور لضم أربع مقاطعات أوكرانية، على الرغم من عدم سيطرته على بعضها، وقد أدرك الآن أنه لا يستطيع السيطرة على كامل إقليم دونباس، كونه المنطقة الأكثر تحصينًا”.

واسترسل: “لو أراد السيطرة عليه بالحرب، لتطلب ذلك جهودًا عسكرية وإنتاجية هائلة وتضحيات بشرية جسيمة، كما أنه سيستغرق الأمر سنوات. لهذا السبب يقول: سأتخلى عن السيطرة الكاملة على اثنتين من المقاطعات الأربع، وهما زاباروجيا وخيرسون، لكن أعطوني دونباس، إلا أن هذا يعني رفض التعديل الدستوري”.

وأعرب كروزيتّو، عن “الاعتقاد بأن ذلك سيكون مستحيلاً على أوكرانيا. لأن خط المواجهة هذا هو خط ماجينو، وهو الأول ضد الهجوم الروسي. إنه مليء بالتحصينات، حيث تركز أفضل رجالها”، مبيناً أن “بالنسبة لكييف، يعني الاستسلام التضحية بدفاعها المستقبلي. وبسبب هذا الجمود تحديدًا، يقول الروس إنهم مستعدون للتفاوض. وليس من قبيل الصدفة أن يقول لافروف: الأمر لا يتعلق بالأراضي، وهذا يمنحنا الأمل”.

وبخصوص المادة الخامسة، أشار الوزير إلى أنه “التزام أمني تتخذه الدول. فكرة ميلوني، التي نوقشت أمس أيضًا، هي أن حلف الناتو، كتحالف دفاعي، يمكنه ضمان حماية دولة أجنبية مثل أوكرانيا. كبديل، يمكن للدول منفردة الالتزام بذلك. سيتم اختيار أفضل آلية. بالتأكيد، ومع الناتو، سيضمن رادعًا أقوى”.

وذكر أن “هذا يشمل ما تنص عليه المادة الخامسة، أي الدفاع الجوي والبحري والبري للحلف”، وأوضح أن “أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو، بكل ما يترتب على هذه العضوية، ولن يتدخل الناتو إلا للدفاع ضد العدوان. ولأسباب أخرى عديدة، ليس أقلها أن ما تبقى من الرأي العام في روسيا، الأوليغارشيين ومجتمع الأعمال، يضغطون لرفع العقوبات وإعادة فتح العلاقات”.

وتابع: “وكذلك، لأنها ستكتسب مساحة ونفوذًا سياسيين أكبر”، في إشارة إلى روسيا دائما، “رسميًا على الأقل، ستكون على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، وتستعيد دورها كقوة عظمى وكذلك نفوذها في القارة العجوز وتكسب الوقت. دعونا لا ننسى أنه في الحسابات الروسية، كان من المفترض أن تكون أوكرانيا بمثابة حرب خاطفة”.

وذكّر الوزير كروزيتّو بأنه “أقول منذ أشهر: دعونا ننظر في شروط الهدنة. أحد هذه الشروط، إذا قبل الروس المادة الخامسة، قد يكون عدم وجود قوات من دول أخرى، والأوروبية بشكل خاص، في أوكرانيا. بالنسبة لنا، يبدو تضمين المادة الخامسة حمايةً كافية. وهو لا يسمح للروس بالقول: أرسلوا قواتكم إلى الحدود، فأنتم تُعيدون الاستفزاز. عندما تتهيأ الظروف، سنقرر ما سنفعله”.

وأوضح وزير الدفاع أن “الاقتراح الميداني الأبرز حتى الآن هو اقتراح ميلوني. لم تكن مشاركة إيطاليا باجتماع واشنطن أمرًا مفروغًا منه. إذا أوقف ترامب الحرب، فهل يستحق جائزة نوبل للسلام، على الرغم من أنه قوّض قواعد عديدة للتوازن العالمي؟”. واختتم قائلاً: “إذا مُنحت الجائزة لأوباما من أجل سلام لم أفهمه حتى، فأنا أقول: إذا أوقف الحرب في قطاع غزّة وأوكرانيا، لمنحته جائزتيّ نوبل”.