ميلانو ـ قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، إن “هناك من يظن أن كل شيء يُمكن حله بعصا سحرية، وأن إحلال السلام في الشرق الأوسط يمكن أن يأتي من تصريحات مُطنبة” للسلطات الإيطالية.
وفي مداخلته خلال ندوة “أوروبا: أسئلة مفتوحة من أجل مستقبل مشترك”، الملتئمة بحرم جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلانو (مقاطعة لومبارديا ـ شمال) الخميس، أشار الوزير تاياني إلى أن “المشكلة تكمن بوجوب الوصول إلى نتيجة لم ينجح أحد في تحقيقها حتى الآن، لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا حتى الفلسطينيين: كما نجحنا في كبح جماح إرهاب حركة (حماس)، وبتهدئة غضب الحكومة الإسرائيلية بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر”.
وذكر تاياني، وهو نائب رئيس الوزراء أيضًا، أنه “يمكننا بذل قصارى جهدنا، لمساعدة الناس أولاً وقبل كل شيء. وهذا هو الأهم، لأننا قدمنا كثيرًا للشعب الفلسطيني، وما نزال نقدم الكثير”، مُوضحًا أن “إيطاليا كانت الدولة الوحيدة القادرة على إرسال قافلة عملياتية إلى قطاع غزّة عبر الأمم المتحدة”.
وشدد وزير الخارجية، على أنها “لم تكن عملية دفاع مدني فحسب، بل عملية سياسية أيضًا، إذ كان إدخال تلك الشاحنات الإيطالية عملًا رائعًا من جانب دبلوماسيتنا”، كما سلط الضوء على “اهتمام إيطاليا باستقرار الشرق الأوسط على الصعيد التجاري”.
وأشار تاياني إلى أن “40% من الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا يأتي من الصادرات، وأن 40% من الصادرات البحرية تمر عبر البحر الأحمر”، هناك حيث “يهاجم المتمردون الحوثيون الموالون لإيران السفن التجارية”. لذلك: “كان علينا الاستثمار وإرسال بعثات عسكرية، بدعوة من بلادنا لحماية تلك السفن التجارية”.
واسترسل رئيس الدبلوماسية الإيطالية: “لذلك، فمن مصلحتنا تحقيق السلام بأسرع وقت ممكن”. واختتم قائلًا: “لا أستطيع القول إنني متفائل، بل يمكنني التأكيد بأنني مصمم، لكن إيطاليا وحدها لا تستطيع فعل أي شيء، وكذلك أوروبا لوحدها أيضًا”، وبالتالي “علينا إقناع الأطراف المعنية بأن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار واستئناف السلام”.