روما- أعرب رجل الاعمال الليبي المستقل محمد سيد قذافي الدم عن الامل في تثبيت التهدئة الهشة التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي في العاصمة الليبية طرابلس، كما تحدث عن استحالة إجراء انتخابات في المرحلة الراهنة لعدم وجود “جيش (موحد) وشرطة منظمة تتبع للدولة” تحمي ما يخرج من صناديق الاقتراع.
وقال قذافي الدم في مقابلة مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “وضع صعب جدا على المدنيين وعلى المسؤولين في إدارة الشؤون اليومية بالدولة، وأرى أن اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يصمد”.
وعن الانقسام السياسي بين الشرق والغرب والصراع المسلح بين المليشيات على النفوذ، قال إن “الانقسام السياسي قديم وبدأ منذ 2011: لقد كانت هناك نوايا انفصالية” حينها، حيث تمّ “إعلان المجلس الانتقالي الليبي في 2911 وتم الاعتراف به مما خلق غضب لدى فئات من الشعب”.
وأضاف قذافي الدم “أما المليشيات فهي مشكلة بدأت حين دعم المجتمع الدولي للمقاتلين ضد النظام السابق والجيش النظامي … وللأسف لم يكن هناك من لديه الإمكانات للسيطرة على هذا الوحش الذي اسمه المليشيات وذلك لأنه يعيش من ميزانية الدولة التي تملك النفط والغاز مصدر الدخل”.
وحول إخفاق المجتمع الدولي في توحيد ليبيا سياسيا وعسكريا منذ سقوط النظام السابق، رأى قذافي الدم، ابن عم العقيد معمر القذافي، أن المجتمع الدولي فشل لعدم تعامله “مع الأشخاص الذين لديهم نفوذ في المجتمع”، أي “القيادات المهمة التي لها وزن اجتماعي وسياسي”، بل “تعامل مع شخصيات كرتونية لا تعرف ليبيا”.
وأردف “كنت أعلم جيدا في 2011 أن البديل سيكون سيئا للغاية. لقد المحت لذلك في عدة لقاءات صحفية. اقصد ان المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي كان عبارة عن وزراء ومسؤولين انشقوا عن نظام القذافي بالإضافة الى شخصيات كانت تعيش في الخارج. القذافي كان لا يعين مسئولين لديهم وزن في المجتمع”. واستدرك: “انا لا اعمم فهناك شخصيات من النظام السابق تحظى بالاحترام داخل المجتمع الليبي”.
ورأى محمد سيد قذافي الدم أنه “يمكن للمجتمع الدولي بعد 15 عاما من الازمة ان يصحح الخطأ بدراسة الأجسام السياسية التي خرجت منذ 2011 ومدى فاعليتها وماذا انجزت … الواقع يقول الوضع سيئ للغاية بالنسبة للمواطن الليبي الذي كان يعيش في أمن واستقرار في عهد النظام السابق”.
وأشار قذافي الدم إلى أن الأمم المتحدة تتعامل منذ نشوب الازمة “مع من هو موجود وواقع فقط وليس مع الذين لديهم الثقل والحل وايضاً مع الأسف أعطت الشرعية للذين هم غير مؤهلين لقيادة العملية السياسية في ليبيا”.
ولكنه رأى أنه “لابد من حل ليبي وطني برعاية الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي وليس الذين يذهبون للأمم المتحدة ويعرضون خدماتهم ويزكون أنفسهم او يقترحون اشخاص خارج ليبيا… انا مع تصريحات الامين العام للأمم المتحدة التي تحدث فيها عن حل لجذور الصراع الليبي وهذا كلام سليم ولكن يحتاج إلى تطبيق”.
واعتبر محمد قذافي الدم أنّ الانتقال الديمقراطي الذي فشلت في تحقيقه الأمم المتحدة منذ سنوات بعد تعاقب أكثر من 10 ممثلين خاصين للأمين “لا يزال حلم يصعب تحقيقه”.
وقال في “رأيي نحن بحاجة إلى جيش ودولة ومؤسسات قبل ان تكون هناك ديموقراطية والانتخابات تبقى بعيدة المنال .. واتمنى من العالم ان يعي ذلك. القادة الحقيقيون هم من يعرفون الأولوية للمجتمع وليس التبجح والاختلاس واستغلال الوطن باسم الديمقراطية”.
ووفق محمد قذافي الدم، فإن “اي شخص عاقل يعلم انه قد انهارت المؤسسات في عام 2011 عندما نشبت الحرب بين ليبيا والمجتمع الدولي … وايضاً كانت هناك حرب اهلية … وداعش وتدخل خارجي وكذا … فالصحيح فكيف بالله عليك تريد ديمقراطية وانت ليست لديك حتى جيش وشرطة منظمة تتبع الدولة لكي تحمي الصندوق وتحمي من يفوز في الانتخابات والقرار الشعبي”.
وقال “أنا لست سياسيا، ولكني من عائلة ساهمت في النضال الوطني ومن عائلة سياسية منذ الاستقلال ووالدي كان في أعلى منصب في الدولة الليبية ولقد اعلنت عدة مبادرات سياسية واجتماعية وجميعها مع المصالحة وطي صفحة الماضي وانا اسميها الطريق الثالث … اي لا مع النظام السابق او النظام الحالي”.