بروكسل- أشار بيان للممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة نيابة عن الاتحاد الأوروبي إلى أن الحرب التي اندلعت في منتصف نيسان/أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “أثرت تأثيرًا بالغًا على حياة ملايين المدنيين”، حيث “يواجه شعب السودان أسوأ أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”، كما “تفاقم التشرذم على أسس سياسية وعرقية”.
وحذر البيان الصادر اليوم الجمعة بمناسبة مرور عامين على الحرب، التي “خيّبت آمال ثورة 2018/2019” ضد نظام عمر البشير، من أن “وحدة السودان وسلامة أراضيه في خطر”.
وأضاف: “يُعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء نوايا مختلف الأطراف لتشكيل حكومات من جانب واحد، وينبغي منع تقسيم البلاد”.
كما جدد الاتحاد الأوروبي “دعوته القوية للأطراف المتحاربة لوقف إطلاق نار فوري ودائم”، مشيرا إلى أن “مسؤولية هذه الحرب لا تزال تقع على عاتق قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى الميليشيات التابعة لهما”.
ووجه الاتحاد الأوروبي الدعوة لـ”جميع الدول التي تُزوّد الأطراف المتحاربة بالأسلحة والأموال إلى وقف دعمها فورًا والتوحد من أجل السلام”، كما حثّ “الأطراف المتحاربة على التفاوض بحسن نية من أجل سلام مستدام، يُحترم فيه سلامة الأراضي ووحدتها وسيادتها”.
وأكد البيان أن “الاتحاد الأوروبي يواصل دعم جهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأفريقي وغيره من الجهات الإقليمية والدولية، بما في ذلك جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة”.
كما أشار البيان إلى أنه “يجب وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب”، حيث “تفشّت انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وسُجِّلت في جميع أنحاء البلاد، لا سيما في المناطق الأكثر تضررًا من النزاع في دارفور والخرطوم والجزيرة”، حيث “استُخدم العنف الجنسي والجنساني الجماعي، والتجويع، والقتل التعسفي، واختطاف الأطفال، والتجنيد القسري، والهجمات المُستهدفة على أساس عرقي، كأسلحة حرب بمعدل ونطاق غير مسبوقين، مما أثر بشكل خاص على النساء والأطفال”.
وقال البيان: “يُدين الاتحاد الأوروبي بشدة هذه الفظائع الجماعية المروعة”.
وتحدث البيان الأوروبي عن “تأكيد حدوث مجاعة” في أجزاء من البلاد، حيث “تفشى انعدام الأمن الغذائي ويعاني ما يقرب من 25 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي. كما يشهد السودان أكبر أزمة حماية في العالم، بنزوح 12.6 مليون شخص قسراً (أكثر من 3 ملايين عبر الحدود)”.
كما حذر من أن “امتداد الصراع إلى دول مجاورة من شأنه التسبب في معاناة إنسانية أكبر وزيادة زعزعة استقرار المنطقة”.