محلل روسي: الصراع بأوكرانيا سيتم حله ثنائيًا

مارس 19, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
ديمتري سوسلوف

روما ـ رأى محلل سياسي روسي، أن “الأمر الأكثر أهمية هو أن يظل الجانبان ملتزمين بحل الصراع الأوكراني بشكل ثنائي، هذه هي الكلمة الأساسية”.

جاء ذلك على لسان ديمتري سوسلوف، نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية في المدرسة العليا للاقتصاد وأحد مستشاري السياسة الخارجية الأكثر اصغاءً في الكرملين، غداة المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال سوسلوف في مقابلة مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية الأربعاء، إن “الأوكرانيين سوف يشاركون في نهاية المطاف، في مناقشة الاتفاق النهائي فقط، وذلك بعد حل كل العقد”، مشيراً الى أن “روسيا والصين وإسرائيل تعارضان بشدة هذه الدعوة”.

وأضاف الأكاديمي أن “هناك إرادة سياسية واضحة من جانب ترامب وبوتين لتعزيز التعاون الروسي الأمريكي، لا بشأن أوكرانيا وحسب، بل على صعيد الأجندة الشاملة لعلاقاتنا أيضًا”.

واعتبر سوسلوف إعلان بوتين وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا “بادرة حسن نية من جانب رئيس الاتحاد الروسي تجاه دونالد ترامب، لتبرير موقفه القائل بأن التعاون مع موسكو مُجدٍ”.

وأشار إلى أن “أوكرانيا عانت موضوعيًا، أكثر من غيرها من الهجمات على هذا النوع من المنشآت، والهدنة الجزئية منطقية، كما أنها تُبرهن على وجود تقدم”. ورداً على سؤال حول سبب عدم تأييد أوكرانيا لوقف إطلاق النار الكامل، كما فعل زيلينسكي؟ أجاب: “لأن الهدنة العامة لا يمكن، ولا ينبغي، أن تُستخدم لإعادة تسليح أوكرانيا، وتمكينها من تضميد جراحها والتعافي من الضربات التي تلقّتها”.

واسترسل: “لقد أوضح بوتين خلال المكالمة الهاتفية، أن وقف إطلاق النار العام لا يمكن أن يتحقق إلا بوقف متزامن لجميع المساعدات العسكرية الأمريكية والغربية لكييف”، ولفت إلى أن “روسيا وافقت أيضًا على مناقشة وقف إطلاق نار محتمل في البحر الأسود مع الولايات المتحدة، لكننا لا نعرف ما إذا كان سيُحرز أي تقدم في هذا الشأن”.

ورأى الباحث السياسي، أن “الأهم من ذلك، أن النبرة الإيجابية لتصريحات الطرفين تقودنا لاستنتاج أن الولايات المتحدة قد قبلت الموقف الروسي القائل بضرورة توفر شروط محددة لهدنة عامة”، لذا “سنرى كيف ستتفاعل أوكرانيا، لكنني أعتقد أن طبيعة العلاقات بين الأمريكيين والأوكرانيين لا تسمح لزيلينسكي بالرفض”.

وذكر أنه “بالمقام الثاني، سيبدأ الخبراء الروس والأميركيون بالاجتماعات، ربما في الشرق الأوسط، لا لتسوية الصراع الأوكراني فقط، بل لمعالجة الصورة الأكبر أيضا، وهذا يعني أنهم سيناقشون قضايا مثل إيران وبرنامجها النووي أيضاً، وأخيراً وليس آخراً، الاستقرار الاستراتيجي”.