روما ـ أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، أنه “لا ينبغي لنا القلق، بل الحرص على إبقاء العلاقة التاريخية للتحالف عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا حية، فلا غنى عن بعضنا البعض”، وقبل كل شيء “جعل الاتحاد الأوروبي يحقق طفرة نوعية”.
وفي مقابلة مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية الإثنين، دعا تاياني، وهو نائب رئيس الوزراء أيضًا، إلى “عدم الخوف من تعزيز الدفاع الأوروبي”، والذي “يجب أن يجري إلى جانب الدفاع السياسي والاقتصادي”.
وأوضح الوزير تاياني، أن “التغييرات الجارية موجودة، واليوم تتوفر الظروف قسرا، ولو جزئيا، لإعطاء الحياة لهذا المشروع العظيم الذي بدأه (ألتشيدي) دي غاسبيري، ثم طولب به من قبل (سيلفيو) برلسكوني والآن مع الخطوط العريضة التي طرحتها فون دير لاين، مع موافقتنا عليه: دفاع أوروبي عظيم”.
وأشار الوزير إلى أن “حالات الطوارئ والولايات المتحدة تدفعنا في هذا الاتجاه، وتقدم لنا فرصة عظيمة”، مؤكدا على حقيقة أن “الدفاع ليس مجرد دبابات ومدافع، بل إنه الأمن السيبراني، وأنشطة المقاومة عبر الاستخبارات وليس بالأسلحة فقط، لتدفقات الهجرة غير النظامية، الجريمة على الأراضي الوطنية والمساعدة في ظل الكوارث الطبيعية”.
وذكر تاياني، أن “الدفاع هو إحلال السلام ومهام الحماية التي تخدم حماية صادراتنا”، لذا “يجب علينا بالضرورة أن نتحرك نحو رفع الإنفاق الدفاعي إلى نسبة 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، مع فصل هذه النفقات عن ميثاق الاستقرار الأوروبي”.
وأوضح وزير الخارجية، أنه “سيتعين علينا استخدام آلية مماثلة لصندوق الإنعاش، لكننا لا ننوي تحويل الأموال منه”. وعاد للتأكيد مجددا، على أن “جنودنا لن يذهبوا إلى الجبهة في أوكرانيا، لا مع بعثة تابعة لحلف شمال الأطلسي ولا بعثة أوروبية”، بل “مع بعثة للأمم المتحدة، يمكن أن تعمل كقوة تدخل بعد تحقيق السلام، والتي ستكون شيئا آخر”.
وأكد الوزير في المقابلة، كيف “كانت لدينا دائمًا علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة”، وكيف أنه “من الواضح أن بدونهم، لم تكن لدينا اليوم أسواق كبيرة مفيدة للطرفين، وكذلك الدفاع الذي ضمنوه حتى الآن”.
واسترسل: “لذلك، يتعين علينا الإبقاء على العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة حية، لكن بكرامة وبرؤوس مرفوعة، وهذا يتطلب دفاعا أقوى من جانبنا أيضًا”، مؤكدا أنه سيواصل “محاولة بناء علاقة متينة بين أوروبا والولايات المتحدة”، لكن “هذا يمكن أن يتم فقط إذا عملنا نحن الأوروبيون معا على سياسات تجارية مشتركة”. وأختتم: “يتعين علينا التحرك معا من الناحيتين السياسية والاستراتيجية، وبهذه الطريقة فقط يمكننا النجاح”.