الفاتيكان ـ سلط البابا فرنسيس الضوء على أن “في عالم اليوم، لا يزال هناك أطفال كثيرون يجبرون على العمل ويتعرضون للاستغلال والإيذاء، فكفانا لامبالاة إزاء ذلك”.
ووفقا لموقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني، فقد استهل البابا مقابلته العامة مع المؤمنين قائلا إنه يود تخصيص تعليم اليوم والتعليم القادم للأطفال، وأضاف: إننا نعرف اليوم توجيه النظر إلى المريخ أو إلى عوالم افتراضية، ولكن نجد صعوبة في النظر في عيني طفل مهمش ويتعرض للاستغلال وسوء المعاملة، مسلطا الضوء على آفة الطفولة الُمهانة والمستغلَّة والمجروحة حتى الموت.
وذكر فرنسيس، أنه قبل كل شيء لنسأل أنفسنا: ما هي الرسالة التي يقدّمها لنا الكتاب المقدس حول الأطفال؟ وأشار إلى أن كلمة “ابن” ترد في العهد القديم زهاء خمسة آلاف مرة، وتوقف عند ما جاء في سفر المزامير (١٢٧، ٣) ” ها إنَّ البنينَ ميراثٌ من الرب وثمرةَ البطنِ ثوابٌ منه”. وقال البابا فرنسيس إن الأبناء هم عطية من الله. وللأسف، فإن هذه العطية لا تُعامل دائما باحترام. إن الكتاب المقدس يقودنا عبر دروب التاريخ حيث تدوّي أناشيد الفرح، وترتفع أيضا صرخات الضحايا.
وتابع البابا تعليمه الأسبوعي مشيرا إلى أن على الطفل يسوع أيضا انهالت عاصفة عنف هيرودس الذي قام بقتل أطفال بيت لحم. مأساة تتكرر في أشكال أخرى عبر التاريخ. وفي حياته العلنية، تابع البابا فرنسيس يقول، أخذ يسوع يكرز في القرى مع تلاميذه، وفي يوم من الأيام، اقتربت منه بعض الأمهات وقدّمن له أطفالهن كي يباركهم؛ غير أن التلاميذ قاموا بتوبيخهن. فدعا يسوع التلاميذ وقال “دَعوا الأَطفالَ يأتونَ إِليَّ، لا تَمنَعوهم، فلِأَمثالِ هؤلاءِ مَلَكوتُ الله. الحَقَّ أَقولُ لكم: مَن لم يَقبَلْ مَلَكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفْلِ لا يَدْخُلْه” (لوقا ١٨، ١٦ – ١٧).
وذكّر البابا بأنه في مقطع مشابه دعا يسوع طفلاً ووضعه في وسط التلاميذ وقال “إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات” (متى ١٨، ٣)، مشيراً إلى أن طفلا لا يبتسم ولا يحلم لن يستطيع أن يعرف أو ينمي مواهبه. في كل انحاء العالم هناك أطفال يستغلهم اقتصاد لا يحترم الحياة؛ إن اقتصادا يقوم بذلك، يحرق أكبر مخزون لنا من الرجاء والمحبة.
وأضاف البابا فرنسيس يقول مَن يعتبر نفسه ابنًا لله، وخصوصا مَن هو مرسل كي يحمل للآخرين بشرى الإنجيل السارة، لا يمكنه أن يكون غير مبال، ولا يمكنه أن يقبل بأن تُسلب من الأخوات والإخوة الصغار طفولتهم وأحلامهم، ويكونوا ضحايا الاستغلال والتهميش.
وفي ختام تعليمه الأسبوعي صباح اليوم الأربعاء، قال البابا فرنسيس: لنسأل الرب أن يفتح عقلنا وقلبنا على العناية والحنان، وأن يتمكن كل طفل من النمو في القامة والحكمة والنعمة (راجع لوقا ٢، ٥٢)، ويتلقى المحبة ويعطيها.
هذا ودعا قداسة البابا فرنسيس في ختام مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان إلى الصلاة من أجل السلام وذكّر بأن الحرب هي هزيمة على الدوام.
[wkh][/wkh]