القاصد الرسولي في الأردن: مسيحيو الشرق الأوسط ليسوا لوحدهم

يناير 10, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
المونسنيور جوفاني بيترو دال توسو

الفاتيكان ـ أكد القاصد الرسولي في الأردن، المونسنيور جوفاني بيترو دال توسو، أن المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط ليسوا لوحدهم.

وقال السفير البابوي في الأردن، في مقابلة مع موقع (فاتيكان نيوز) في عمّان، في تأمله حول الوجود المسيحي التاريخي والعريق في الأردن عقب تقديم معرض “الأردن: فجر المسيحية”، إنَّ “الشرق الأوسط لن يكون كما هو عليه بدون المسيحيين. علينا أن نتذكر الإسهام الكبير الذي قدّمه المسيحيون لمجتمعاتهم هنا في الأردن، وهو ما يزال مستمرًا”، موضحاً أنه “ليس لدينا مواقع بيبلية تؤكد حضور المسيح وحسب، بل مواقع يمكننا من خلالها أن نرى وجود أولى الجماعات المسيحية أيضاً”.

وفي جوابه على السؤال حول أهمية معرض “الأردن: فجر المسيحية” للمؤمنين، والذي سيفتتح في الفاتيكان في وقت لاحق من هذا الشهر قال السفير البابوي في الأردن إن عنوان المعرض بحد ذاته يتحدث عن مضمونه، فهو يشير إلى “الفجر”، أي فجر المسيحية الذي كان هنا في الأردن. لدينا مواقع بيبلية تؤكد وجود المسيح، ولكن لدينا أيضًا مواقع تُظهر وجود أولى الجماعات المسيحية. وهكذا، في الأردن، هناك استمرارية عبر كل هذه القرون، استمرارية لحضور الجماعات المسيحية في هذا البلد.

يريد المعرض أن يسلِّط الضوء على هذا الحضور، وهو أمر مهم خاصة للعالم الغربي، لكي يعرف أن الأردن يحتفظ بهذا الكنز، ويفهم بشكل أفضل أن الحضور المسيحي في الأردن كان دائمًا موجودًا، وأن الجماعات المسيحية تنتمي إلى الشرق الأوسط، وتنتمي إلى الثقافة العربية مثلها مثل الديانات الأخرى. ولذلك، آمل أن يساعد هذا المعرض الغرب على فهم طبيعة وتاريخ الشرق الأوسط بشكل أفضل.

ومجيبًا على السؤال حول وضع الجماعات المسيحية في الأردن، في ضوء ما يحصل بفلسطين قال المسؤول الفاتيكاني، إنه بالطبع، هناك بعض التداعيات الناجمة عن الحرب، لا سيما وأن جزءًا كبيرًا من السكان هنا هم من أصول فلسطينية. كثير منهم لديهم أقارب على الجانب الآخر من نهر الأردن، وبالطبع هم يشعرون بشكل أعمق بمأساة الحرب. كل حرب هي مأساة، ولكن القرب الجغرافي يجعلنا نعيشها بطريقة أكثر مأساوية.

واسترسل: أملنا أن يتحقق السلام في أقرب وقت ممكن. وأود أن أذكر بكلمات الأب الأقدس، البابا فرنسيس، الذي شدد على أهمية السلام وأهمية البحث عن الحوار لتحقيقه، ولضمان مستقبل سلمي للمنطقة بأسرها. وقد قوبلت كلماته بتقدير كبير هنا، وستترك بالتأكيد أثرًا في الشرق الأوسط، ولاسيما في المملكة. ونأمل أن يسمع الكثير من الناس هذه الكلمات لكي نتمكن قريبًا من تحقيق السلام.

وحول مدى تمثيل مناسبة تكريس كنيسة معموديّة السيّد المسيح بُعدًا أوسع لقرب الكنيسة من مسيحيي الشرق الأوسط وأملهم بالبقاء في أرضهم، قال السفير البابوي، إن زيارة الكاردينال بارولين، وتكريس هذه الكنيسة الجديدة، ووجوده هنا كمبعوث بابوي، جميع هذه الأمور تؤكد على أهمية هذا الموقع، لأنه موقع المعمودية، ويمكنه أن يذكرنا جميعًا بمعموديتنا. ولكن في الوقت عينه، أعتقد أن هذه الزيارة مهمة جدًا أيضًا كعلامة على قرب الكنيسة من الكنيسة المحلية، ومن المسيحيين في الشرق الأوسط، وتأكيدًا أنهم ليسوا وحدهم.

نحن نهتم بهم حقًا، والكرسي الرسولي يهتم بالجماعات المسيحية، لأن الشرق الأوسط لن يكون الشرق الأوسط بدون المسيحيين. علينا أن نتذكر الإسهام الكبير الذي يقدمه المسيحيون للمجتمعات هنا في الأردن، وهو إسهام لا يزال مستمرًا. إذا فكرنا، على سبيل المثال، في عدد غير المسيحيين الذين يرتادون المدارس المسيحية، لا سيما المدارس الكاثوليكية، فهذا يشكل مساهمة مستمرة للمجتمع. لهذا السبب، من المهم أن ندرك دورنا هنا في الشرق الأوسط، وأن ندرك أن الكنيسة الجامعة تدعم هذا الدور.

وخلص المطران دال توسو، مجيبًا على السؤال حول ما إذا كان هذا الوقت مناسبًا للحج إلى الأردن، خاصة في “يوبيل الرجاء”، قائلاً إنَّ الأردن بلد مضياف جدًّا، وأنا متأكد من أنه مكان يستحق الزيارة، لا سيما في هذه السنة المقدسة، لأن زيارة المواقع المقدسة يمكنها تجديد إيماننا، وهذا هو الهدف أيضًا من السنة المقدسة، لأنَّها تدعو المسيحيين إلى ذلك، وإحدى أفضل الطرق للقيام بذلك بالطبع، هي الاتصال المباشر بالأماكن التي وُلِد فيها هذا الإيمان.

[wkh][/wkh]