روما ـ رأى محلل سياسي إيطالي، أن “محاولة حل النزاع الروسي الأوكراني تبدو أشبه بلعبة بوكر. ترامب يوزع الأوراق، وقد غيّر أخيرًا موقفه تجاه زيلينسكي، الذي كان يؤكد له، حتى قبل بضعة أشهر، أنه لا يملك أي أوراق رابحة”.
جاء ذلك في تحليل قدمه رئيس أركان القوة الجوية الإيطالية السابق والرئيس الحالي لمؤسسة (ICSA) الجنرال ليوناردو تريكاريكو، لمجموعة (أدنكرونوس) الإعلامية الإيطالية في أعقاب المحادثات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا أمس.
وقال الجنرال: “يبدو أن ساحة اللعب قد ضاقت بشكل ملحوظ الآن، وهي ليست صغيرة للأسف، لتقتصر على التنازل لبوتين عن مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية، بعضها غير محتل عسكريًا من قبل الروس، بينما تسعى أوروبا، في حلتها غير المسبوقة كتحالف الدول الراغبة، إلى حجز مكان لها على طاولة المفاوضات كونها ضيفًا منعزلًا، على الرغم من تعصب روسيا ورضا الولايات المتحدة، ولكن مع ترحيب زيلينسكي الحار”.
وذكر أنه “في خضم كل هذا، من المؤكد أن بوتين لا يملك أوراقًا رابحة، وأن غطرسته وعناده ليسا سوى خدعة، إلى جانب قدراته النووية، ينبغي تصنيفها كذلك، كاشفةً بذلك جميع أوراقه. وحينها سندرك ضعف الجيش الروسي، الذي طالما خشيناه وأُبالغ في تقديره حتى الآن”.
واسترسل العسكري السابق: “ثم يأتي دور ترامب، وإلى أي مدى سيضغط على زيلينسكي، مستخدمًا عبارات مهذبة مع بوتين؟ إنه يملك زمام الأمور، وبإمكانه التأثير بشكل حاسم على نتيجة المفاوضات، ويبدو حتى الآن غير راغب باستغلال دوره بالكامل”.
وأضاف أن “الصراع يستمر باختصار، ولا تزال المواقف متباعدة للغاية، والجزء المتبقي من النقاط قيد النقاش للوصول إلى اتفاق هو الأصعب، وليس من الواضح في الوقت الراهن كيف يمكن لأي من الطرفين التنازل أو إيجاد أرضية مشتركة”.
وأردف الخبير السياسي: “مع ذلك، لا يمكن إنكار الجانب المشرق، فهناك طاولة تُعقد عليها المفاوضات، بترتيبات هندسية، طقوس غريبة، جديدة وغير فعالة، لكن الحوار مستمر”.
وخلص رئيس مؤسسة (Icsa) إلى القول: “إنها مفاوضات مفتوحة حتى لو كانت الفتحات ضيقة وتسيطر عليها الخدع، وبشكل خاص الروسية منها، مقارنة بالنظر الجاد في الظروف الموضوعية للأطراف المعنية”.