
روما- رأى الأمين العام السابق لوزارة الخارجية الإيطالية، السفير إيتوري سيكوي أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا “تُعيد تشكيل النظام الدولي”.
وقال سيكوي، في مقال نشرته الجمعة صحيفة (لا ستامبا) إن “المواجهة الحقيقية ثنائية” بين واشنطن وموسكو، في حين أن “أوروبا، الطرف الأكثر تأثرًا بنتائج الحرب والسلام، لا تزال عاجزة عن التأثير”.
وأشار الدبلوماسي الإيطالي السابق إلى أن “الهدف بالنسبة لأوروبا هو سلام عادل. أما واشنطن فتسعى إلى سلام قابل للإدارة، أي سلام منقوص على حساب أوكرانيا: بتجميد الحرب ووضع أمن القارة على عاتق الاتحاد الأوروبي”.
ورأى أن الكرملين “مدعوما بالاستنزاف الأوكراني والانقسامات الغربية، يسعى إلى سلام قاسٍ وفرض شروطًا قاسية للغاية، بينما يُغذي تقدم روسيا في بوكروفسك رواية النصر الحتمي”.
ووفق الأمين العام السابق لوزارة الخارجية، فإن “هذا التباين يكشف عن المنطق الأمريكي. فأوكرانيا ليست قضية منفصلة، بل هي جزء، بل ليست الأهم، من العلاقات مع موسكو، والتي تشمل الطاقة، والعلاقات مع إيران، والأعمال التجارية، والقطب الشمالي، وقبل كل شيء، العلاقات مع الصين”.
ويعتبر سيكوي أن “أوكرانيا بالنسبة لواشنطن ليست قضية وجودية كما هي بالنسبة للأوروبيين، بل هي عامل متغير في توازن أوسع. يأمل الامريكيون من خلاله تحقيق استقرار الجبهة الروسية وتركيز الموارد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة التحدي الاستراتيجي الحقيقي مع بكين. وبالتالي، فهي قابلة للاستهلاك”.