روما ـ علّق إمام ميلانو، يحيى بالافيتشيني، والزعيم الروحي للرابطة الإسلامية الإيطالية (Coreis)، على وضع إمام تورينو محمد شاهين، الذي صدر بحقه أمر طرد من وزارة الداخلية لاتهامِه بتبني آراء متطرفة للغاية.
ويحتجز شاهين حاليًا في سجن كالتانيسيتا المركزي منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني، في انتظار تنفيذ أمر الطرد.
وكان هجوم المتظاهرين على مكاتب صحيفة (لا ستامبا)، جزءًا من تظاهرة أكبر نُظمت خصيصًا لدعم رجل الدين المذكور.
وفي مقال نشرته صحيفة (لا ستامبا)، عقب خطابه في جامعة روما الأولى (لا سابيينتسا)، خلال مناظرة مع الحاخام الأكبر للعاصمة ريكاردو دي سيني ورئيس الأساقفة فينتشنتسو باليا. قال باللافيتشيني: “ليس من شأني أن أقول إن كان ينبغي طرد محمد شاهين لضمان الأمن القومي”، لكن “اقتحامًا وحشيًا لمكاتب وسيلة إعلامية لا يمكن أن يُلغي التضامن معه”.
وأشار الإمام، إلى أن هذا الهجوم “دليل على انحطاطٍ يعود للأسف إلى زمنٍ بعيد”، علاوة على ذلك، فإن “اتهام الشرطة الإيطالية بالظلم لاعتقالها معارضين سياسيين، وشيطنة معاملة السجناء في مصر، كانا خطوتين خاطئتين ساهمتا في إشعال فتيل هذه الثورة الفوضوية التي تستغل حق التظاهر، تاركةً المجال مفتوحًا للمتسللين المعتادين الذين يريدون زعزعة استقرار النظام”.
وشدد باللافيتشيني، على أن “كل هذا خطير للغاية لأنه يغذي أيديولوجية العنف كوهمٍ للتحرر، وقد يحرض بعض من كابدوا مأساة حرب فلسطين، على الانخراط بالإرهاب وبدء معارضتهم للنظام القائم في إيطاليا”، وهذا “ضد وزارة الداخلية، الشرطة، الصحف، وأتباع جميع الطوائف الدينية، بمن فيهم المسلمون الإيطاليون والمصريون”.
ولفت الإمام، إلى أن “جميع هؤلاء المذكورين أعلاه، يُوصفون بأنهم متواطئون وأعداء لمن يجب أن يأخذوا حقهم بأيديهم. إنه عارٌ وخطرٌ حقيقيين لا ينبغي الاستهانة بهما”. وفي ضوء ذلك تحديدًا، “هناك حاجة لمزيد من الوقاية”. لذلك، “سأواصل، بمزيد من الالتزام، توعية أعضاء مجلس المرشدين الدينيين المسلمين بهذا الدور الهام في الوقاية والوساطة والتوجيه، مع الالتزام الكامل بقانون الدولة”.
واختتم باللافيتشيني حديثه قائلاً، إن “ما هو على المحك هو كرامة تمثيل الإسلام الإيطالي، الذي لا ينبغي أبدًا أن يتواطأ مع أي تطرف. فلنكن يقظين ضد من يزرعون الفوضى والكراهية والانقسام. نحن بحاجة إلى تبادل حضاري للآراء، لا إلى القمع وشعارات السبعينيات”.