
الفاتيكان ـ قال أمين سر حاضرة دولة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، إن زيارة البابا ليون الرابع عشر الرسولية إلى تركيا ولبنان، “فضلا عن كونها علامة رجاء وسلام، فستعطي دفعاً قوياً للجماعات المسيحية فيهما”.
ووفقا لموقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني الأربعاء، فقد قال الكاردينال، إن “البابا سيحمل عصا الحاج، ليسير على خطى البابوات السابقين: بولس السادس، يوحنا بولس الثاني، بندكتس السادس عشر وفرنسيس”.
وأضاف أن “البابا بريفوست سيزور البلدين في أول زيارة رسولية له، تقوده المشاعر نفسها التي رافقت أسلافه، ألا وهي لقاء الجماعات المسيحية المحلية لتثبيتها في الإيمان، فضلا عن لقاء باقي السكان والسلطات الرسمية، والمجتمع المدني ليكون للجميع رسول سلام ووافق وحوار”.
وبشأن تركيا، توقف بارولين عند الذكرى السبعمائة بعد الألف لانعقاد مجمع نيقيا، وقال إنها “مناسبة يتم الإعداد لها منذ فترة طويلة ما يسلط الضوء على أهميتها، وحضور البابا خير دليل على ذلك”.
وأوضح المسؤول الفاتيكاني، أن “المجمع وضع ركائز الإيمان المسيحي، أي الإيمان بيسوع بلاهوته وبناسوته الكاملين”، وهذا “هو الإيمان المشترك لدى جميع المسيحيين على الرغم من الانقسامات القائمة بينهم”.
وذكّر بأن “تركيا تُعد مهد المسيحية، إذ أبصرت النور فيها أولى جماعات المؤمنين، التي وجه إليها القديس بولس رسائله، وفي تلك البقاع عُقدت أول ثماني مجامع في تاريخ الكنيسة، كما أن الحوار المسكوني يكتسب أهمية هناك، لأن التاريخ شهد لقاء بين مسيحيين أعلنوا الإيمان نفسه بيسوع”.
كما ذكّر الكاردينال، بأن “الكنيسة احتفلت مؤخرا بالذكرى السنوية الستين لصدور الإعلان المجمعي (في عصرنا)، الذي يتحدث عن علاقة الكنيسة مع أتباع باقي الديانات لاسيما اليهودية والإسلام، ومن هذا المنطلق تكتسي زيارة البابا لتركيا أهمية على صعيد الحوار بين الأديان، وتؤكد أن المسيحيين والمسلمين قادرون على التعاون معاً لأجل عالم أكثر عدلا وتضامناً وأخوّة”.
أما بشأن زيارة لبنان، فقد أشار بارولين، إلى أنها “ستشكل رسالة رجاء بالنسبة لبلاد الأرز”، موضحا أن “هذا البلد قطع خطوات للأمام على صعيد حل الأزمات التي عصفت به خلال السنوات الماضية”.
وقال، إن “للبنان رئيساً وحكومة اليوم، وتسعى البلاد لإجراء الإصلاحات، على الرغم من الصعوبات والعراقيل، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تباطؤ العملية الإصلاحية وبالتالي إلى خيبة أمل لدى الناس، لذا ثمة حاجة ملحة للأمل والرجاء”.
ولفت بارولين في هذا السياق إلى أن “الكنيسة تود أن تعرب عن قربها من لبنان”، كما أكد أن “الكرسي الرسولي يولي هذا البلد اهتماما كبيرا لأنه أكثر من بلد، إنه رسالة، كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني”، وأن “السبب يعود إلى التعايش السلمي القائم فيه بين ديانات وأعراق مختلفة، والذي ينبغي له أن يبقى ويستمر”.
وعاد سكرتير حاضرة دولة الفاتيكان، ليؤكد على أن “الكرسي الرسولي يدعم هذا التعايش”، وأن “حضور البابا ليون الرابع عشر تعبير عن هذا الدعم أيضا”.