الفاتيكان: أهمية دور الأونروا يتطلب استمرار الجماعة الدولية بدعمها

نوفمبر 14, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
غابرييلي كاتشا

نيويورك ـ ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة غابرييلي كاتشا مداخلة يوم أمس الخميس أمام المشاركين في اجتماع عقدته اللجنة الرابعة للجمعية العمومية الثمانين للمنظمة الأممية حول موضوع المساعدات المقدمة للنازحين الفلسطينيين في إطار عمل وكالة الأنوروا.

ووفقاً لما نشره موقع (فاتيكان نيوز) الإخباري الجمعة، فخلال المداخلة “عاد الدبلوماسي الفاتيكاني ليذكر الجماعة الدولية بدعم الكرسي الرسولي لحل الدولتين، ويحثّ المجتمع الدولي على مواصلة المساعي من أجل تحقيق السلام من خلال الحوار والتعاون المتبادل”.

كما “أشاد بالنشاطات الإنسانية التي تقوم بها وكالة الأونروا في منطقة الشرق الأدنى، داعياً في الوقت نفسه إلى توفير الدعم المطلوب كي تستمر الوكالة في إنجاز المهمة التي أُسست من أجلها في المقام الأول، ألا وهي غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”.

وأشار الأسقف إلى “ضرورة أن يبقى نشاط الوكالة متجذراً في المبادئ الإنسانية والحياد وعدم الانحياز والاستقلالية”، معربا في الوقت نفسه عن “إدانة الهجمات التي تعرضت لها الوكالة والعاملون فيها”.

هذا ولم يُخف المونسنيور كاتشا قلقه “وقلق الكرسي الرسولي حيال استمرار أعمال العنف والاضطرابات في الشرق الأوسط”، مذكراً بأن “المنطقة غنية بالإيمان والتاريخ والثقافة، ومع ذلك ما فتئت تعاني من الانقسامات ودوامة الصراعات المسلحة”.

وشدد في هذا السياق على “ضرورة أن تواصل الجماعة الدولية عملها الدؤوب من أجل إرساء أسس السلام والاستقرار والأخوة وسط شعوب المنطقة كافة”.

وفي معرض حديثه عن دعم الكرسي الرسولي لحل الدولتين، شدد المونسنيور على “أهمية أن يضمن هذا الحل أن يعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي جنباً إلى جنب بسلام وأمن، وضمن حدود معترف بها دوليا”. وأكد أن “التقدم الحقيقي يتم فقط من خلال مبدأ تعددية الأطراف والحوار الصبور والتعاون الذي يشمل الجميع، لا بواسطة اللجوء إلى القوة”.

ثم توقف مراقب الكرسي الرسولي عند الهدف من إنشاء وكالة الأونروا لسبعة عقود خلت وعند المهام التي أُسندت إليها، مشيرا إلى أنها “تعمل في لبنان وسورية والأردن وفلسطين، وما تزال لغاية اليوم توفر المساعدة والدعم الإنساني للاجئين الفلسطينيين، لاسيما في مجالات التعليم والرعاية الصحية، والمساعدات الغذائية والخدمات الاجتماعية الأخرى”.

وذكّر كاتشا، بأن “الأونروا تساعد بنوع خاص الأشخاص الضعفاء، لاسيما الأطفال والنساء والمسنين، وتسعى إلى مدهم بالأمل والحماية وتوفر لهم إمكانية أن يعيشوا حياة كريمة ولائقة”، مشيرا إلى أن “الكرسي الرسولي يأسف جداً على سقوط ضحايا في صفوف موظفي الوكالة الأممية، خلال تأدية رسالتهم، وهو يصلي من أجلهم”.

وشدد رئيس الأساقفة في هذا السياق، على “ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، وتوفير المساعدات الإنسانية لجميع الأشخاص المحتاجين وبشكل آمن”. كما قال إن “الكرسي الرسولي يندد بالهجمات التي تعرضت إليها منشآت تابعة لوكالة الأونروا، ويشدد على ضرورة عدم التعرض لدور العبادة التي ينبغي أن تبقى ملاذاً آمناً للمدنيين الباحثين عن الحماية والرعاية”.

واختتم المسؤول الفاتيكاني بالقول، إن “الدعم المقدم لهذه الوكالة ينبغي أن يستمر لأنها تسعى إلى إنقاذ حياة مئات آلاف الفلسطينيين، لذا من الأهمية بمكان أن تجدد الدول الأعضاء دعمها السياسي والمادي للأونروا”. واعتبر أيضا أن “أي تعديل قد يُطرح بشأن مهام الوكالة ينبغي أن يُناقش ضمن إطار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بشكل يعكس الرغبة الجماعية والمسؤولية المتقاسمة للدول الأعضاء”.