فيينا- رأى رئيس جمهورية إيطاليا، سيرجو ماتّاريلا أن “الامم المتحدة في هذه الرحلة الطويلة، التي تمثلها ثمانين عاماً، شهدت عقبات وأخطاء وثغرات ترجع جزئياً إلى عيوب هيكلية في المنظمة؛ وجزئياً إلى الإرادة السياسية المتقلبة للدول الأعضاء نفسها لدعم عملها بشكل كامل”.
وجاء حديث رأس الدولة الايطالية في كلمة ألقاها في فيينا، إلى جانب نظيره النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، في احتفالات الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.
وأشار ماتاّريلا إلى أن “الإصلاح الأخير الذي أطلقه الأمين العام غوتيريش جاء لتلبية هذا المطلب بمزيد من الفعالية”، وهو “خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنه يستدعي تأملاً أوسع في آليات صنع القرار في الأمم المتحدة، بدءاً بمجلس الأمن، الذي يعكس تكوينه وصلاحيات أعضائه الدائمين واقع عام 1945”.
ووفق الرئيس الإيطالي، فإن “الأمم المتحدة لا تستطيع الوفاء بمهمتها في ضمان السلام الدولي إلا إذا سمحت لها الدول الأعضاء بذلك. ورغم هذه القيود، تظل الأمم المتحدة أداةً استثنائيةً لا غنى عنها للسلام والاستقرار، وسيكون إضعافها تصرفًا غير مسؤول”.
ولفت ماتاريلا إلى أن “المشهد الجيوسياسي الذي أمامنا، بدءاً من الحرب العدوانية المستمرة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، إلى الأزمة في الشرق الأوسط وعدم الاستقرار في أجزاء مختلفة من القارة الأفريقية، والذي يرتبط في كثير من الأحيان بأزمات إنسانية دراماتيكية، يتطلب بوضوح الدعم النشط من الأمم المتحدة، وليس تفكيكها بالتأكيد”.
وأردف “أفكر، على سبيل المثال، في ضرورة تعزيز منظومة نزع السلاح النووي ومنع انتشاره، لا هدمها، في وقتٍ نشهد فيه، بدلاً من ذلك، تلميحاتٍ غير مقبولة إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل”.
وخلص ماتاريلا مشددا على أنه: “لا بديل عن التعددية إلا إذا اعتقدنا أننا نسير على طريق الصراعات الدائمة بالعودة إلى رؤية بدائية للعلاقات بين الشعوب، التي نتائجها معروفة تاريخياً ومأساوياً”.