روما ـ وصف متسلق إيطالي الوضع في النيبال بأنه “مأساة”. وأردف: “يؤلمني سماع أخبار عن كل هذه الوفيات، وأنه على الرغم من التقدم في المعرفة والمعدات، لا تزال الجبال خطرة”.
وقال المتسلق رينولد ميسنر في مقابلة مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الخميس، بعد الحادث الذي أودى بحياة 3 متسلقين إيطاليين في النيبال، إنه “علاوة على ما سلف ذكره، فقد شمل أحد الحادثين مجموعة كبيرة جدًا من الأشخاص، وهذا هو سبب وفاة كثيرين. لا أعرف بالضبط ما حدث، لقد جرف التيار اثنين وهما في خيامهما، وهو وضع مأساوي، لا وقت للتحرك، فيختنق المرء”.
وتابع: “كان الآخرون يتسلقون جبل يالونغ ري، وهو مسار تسلقي يبلغ ارتفاعه 6 آلاف متر، وهي طريقة رائعة لتسلق الجبال في منطقة رائعة. قبل سنوات عديدة، مررتُ به أيضًا في طريقي إلى كاتماندو، لكنني لم أتسلق تلك القمم”.
وذكر المتسلق، أن “هذا النوع من الرحلات يختلف عن قمم الجبال التي يبلغ ارتفاعها 8 آلاف متر، مثل إيفرست أو ماناسلو، حيث ينتظر متسلقون كثيرون في طوابير طويلة. لا يوجد مثل هذا الخطر في رحلات التسلق، فكل جبل يوفر خيارات مختلفة للمشي”.
وتابع: “في النيبال، لا يوجد سوى مسارين مألوفين: مسار أنابورنا والطريق المؤدي إلى معسكر قاعدة إيفرست. يأتي الناس من جميع أنحاء العالم، كما هي الحال في جبال الألب، لأنهم شاهدوا تلك الأماكن على الإنترنت أو على وسائل التواصل الاجتماعي، منجذبين بجمال ربما لا وجود له”.
وأشار ميسنر إلى أن “وضع القدم في الجبال ليس كالمشي في المروج، فالخطر حاضر دائمًا، ومن المهم جدًا أن يعرف الجميع أن الجبل أقوى منا بآلاف المرات، فقدرتنا كبشر، محدودة جدًا على النجاة من الانهيار الجليدي، وإمكانية أن نكون قادرين على إنقاذ أنفسنا في اللحظة الأخيرة، وما دام الناس يتجهون إلى الجبال، ستكثر الوفيات، وكلما زاد التدفق، زاد عدد الضحايا”.
وفيما يتعلق بالسلامة، أكد المتسلق الشهير، أنه “في نصف رحلات التسلق تقريبًا، كنت أتوقف عند نقطة ما وأعود، إما بسبب خطر الانهيارات الجليدية، أو لأن الطقس لم يكن مناسبًا لي، أو لأن شريكي لم يكن لائقًا، أو لأنني لم أكن مستعدًا للاستمرار. تخليت عن محاولة الاستمرار، ولهذا السبب بقيت على قيد الحياة. الجبال ليست شرًا في حد ذاتها، لكن يجب ألا ننسى أبدًا أنها خطيرة”.