روما- دافع الرئيس الإيطالي سيرجو ماتّاريلا عن منظومة الأمم المتحدة، التي وصفها بأنها “ساهمت بلا شك في تشكيل نظام دولي من خلال تطوير قيم مشتركة: السلام والأمن والتعاون الدولي، مؤكدةً بذلك أولوية مبدأ التعايش السلمي”.
وقال، في مقابلة مع صحيفة الجالية الإيطالية في الولايات المتحدة (صوت نيويورك) إن “هذا النظام يظل أكثر رسوخًا اليوم من أي وقت مضى، لا سيما في مواجهة الكوارث التي يسببها تجاهله، ويجب الدفاع عنه تحديدًا لأنه يتعرض للهجوم”.
ورأى ماتّاريلا أن “البديل سيكون العودة إلى عالم في حالة من الاضطراب الدائم، تحكمه علاقات القوة المؤقتة، وفي نهاية المطاف الواقع الذي أدى إلى الدمار الذي أعقب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وسعى ميثاق سان فرانسيسكو (المعاهدة التأسيسية للأمم المتحدة في عام 1945) إلى إنقاذ المجتمع الدولي منه”.
وأشار رأس الدولة الإيطالية إلى أن “الحرب العالمية الثالثة المجزأة”، كما “وصفها البابا فرنسيس، هي نتيجة وحشية العلاقات الدولية التي ذكرتها سابقًا”.
وأردف “في مواجهة هذا التراجع في المشهد الدولي، لعبت الأمم المتحدة دورًا مهمًا كعازل، وإن لم يكن قسريًا”.
ولفت ماتّاريلا إلى أن “قرارات الجمعية العامة غير ملزمة بطبيعتها”، إلا أن “قوتها تكمن في التوجه الذي تعبر عنه، وفي قدرتها على الإقناع. وقد أشارت القرارات العديدة التي أُقرت بأغلبية الأصوات بشأن أوكرانيا وغزة إلى حكم واضح من المجتمع الدولي. كما أن التطورات في الشرق الأوسط هي ثمرة تعبئة دولية عبّرت عنها الأمم المتحدة، وآمل أن تلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق مستقبلًا”.