مسؤول عسكري إيطالي: غير مستعدون للدفاع عن أنفسنا لخفض الموارد منذ سنوات

سبتمبر 16, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
الجنرال ماركو بيرتوليني

روما ـ رأى مسؤول عسكري إيطالي، أن “هذه ليست المرة الأولى في الآونة الأخيرة التي يُدلي فيها وزير (الدفاع غويدو) كروزيتّو وكبار مسؤولي القوات المسلحة باعترافات لاذعة حول عدم كفاءة جيشنا لمواجهة تهديدات جسيمة”.

وأوضح القائد السابق للقوات المشتركة (COVI)، الجنرال ماركو بيرتوليني، أن “هذه التصريحات تستند إلى افتراض لا أساس له من الصحة في رأيي، بأن روسيا تُهددنا عسكريًا، لكنها افتراضات بالغة الأهمية وصحيحة تماماً على أية حال”، إذ “يندرج كل هذا كل في إطار رفض مفهوم الحرب، كما لو أن المادة 11 من الدستور التي تنص عليها، لديها سلطة إلغائها بالنسبة لنا وللآخرين”.

وتابع الجنرال في تصريحات لمجموعة (أدنكرونوس) الإعلامية الإيطالية، أن “من الواضح أن هذا ليس صحيحًا، لكن كان من الجيد تصديقه عندما كان من الممكن توفير موارد كبيرة بسحبها من وزارة الدفاع، التي اضطرت قبل بضع سنوات إلى تقليص نفسها إلى الأيض الأساسي المُعرّف رسميًا، متخليةً عن التدريب، النقل والاستثمارات لتقتصر على مجرد البقاء على قيد الحياة بسبب نقص الموارد”.

وأشار بيرتوليني، إلى أن “هذا كان يحدث وسط لامبالاة المجتمع ككل، دون أن يقتصر الأمر على أولئك الأكثر عداءً للعسكرة تقليديًا، وبينما كانت العمليات الخارجية الكبرى لا تزال جارية، حيث كان رجالنا يقاتلون بالفعل، وفي كثير من الأحيان، يموتون”.

وأوضح أن “تعليق التجنيد الإجباري في بداية الألفية كان بالتأكيد خطوة بالغة الأهمية إلى الأمام، مما قضى أيضًا على فكرة أن القوات المسلحة تتألف من أبنائنا، وحوّلها إلى كيان منفصل، بغيض، وعديم الفائدة في جوهره”.

وذكر العسكري، أنه “نعلم الآن أن هذا لم يكن صحيحًا، نظرًا لما يحدث في أوروبا والشرق الأوسط، لكن القليل من التمويل المبتكر لا يكفي لعكس الوضع، نظرًا لأن الأسلحة والذخائر باهظة الثمن وتستغرق وقتًا طويلاً لتصميمها وإنتاجها وإدخالها إلى الخدمة. وهذا ينطبق بشكل أكبر على الرجال الذين يضطرون لاستخدامها، في ظل الأزمة الديموغرافية التي احتضناها بحماس من خلال نشر أطروحات معادية للأسرة قدر الإمكان باسم التقدم”.

واستدرك بيرتوليني: “لكن ما نحتاجه هو الوقت والاهتمام، وهو ما لا أعتقد أن دعاة الحرب الجدد اليوم، ومعظمهم من مناهضي العسكرة السابقين التائبين من جميع التوجهات السياسية، مستعدون لمنحه، وأخشى أن يفضل كثيرون نظامًا أشبه بنظام المرتزقة، ربما باستقطاب مهاجرين أو ابتكار جيش أوروبي يُفوَّض إليه عبء هذه القضايا المزعجة”.

وخلص المسؤول العسكري السابق، إلى القول: “لكن ما لا يمكن تفويضه هو حماية سيادتنا، وهي أهم حماية تُوكل إلى القوات المسلحة، والتي تُمارس تجاه الجميع، حتى إزاء حلفائنا”.