البابا: لنتخطَّ الكراهية والعنف ولديّ ثقة كبيرة في الطبيعة البشريّة

سبتمبر 15, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

الفاتيكان ـ دعا البابا ليون الرابع عشر، إلى “تخطَّي الكراهية والعنف”، مؤكدًا: “لديّ ثقة كبيرة بالطبيعة البشريّة”.

ووفقا لموقع (فاتيكان نيوز)، فقد نشرت مجلتا (Crux) و(El Comercio) بعض المقتطفات من مقابلة أجرتها الصحفية إليس آن ألين مع البابا، والتي ستصدر في 18 أيلول/سبتمبر المقبل ضمن كتاب بعنوان “ليون الرابع عشر: مواطن العالم، مُرسَل القرن الحادي والعشرين”.

وقال البابا عن جلوسه على كرسي بطرس منذ 8 أيار/مايو 2025، إنّ أمامه “طريقاً طويلاً ليتعلّم”. وإذا كانت الناحية “الرعوية” حتى الآن هي الأسهل، فهو يعترف بأنّه “مندهش” من كونه قد وجد نفسه فجأة “على مستوى القادة العالميين”. كل شيء علني: “فالناس يعرفون بالمكالمات أو اللقاءات التي أجريتها مع رؤساء دول وحكومات مختلفة حول العالم”. وأضاف أنّه يتعلّم كثيراً عن الدور الدبلوماسي للكرسي الرسولي: “كلّ هذه أمور جديدة عليّ… أشعر بحافز كبير، لكن ليس مثقلا”.

أما فيما يتعلّق بالدفاع عن السلام، وعند سؤاله عن الحرب في أوكرانيا، ذكّر البابا أولاً بالنداءات التي أطلقها في الأشهر الماضية، ورفع صوته ليكرر أنّ “الجواب الوحيد هو السلام”، وأنه “بعد هذه السنوات من القتل العبثي للناس من كلا الجانبين – في هذا النزاع بالذات، بل وفي نزاعات أخرى أيضاً – أعتقد أنّه يجب إيقاظ الناس بطريقة ما ليقولوا إنّ هناك طريقاً آخر لحلّ القضايا”.

وعن اقتراح الفاتيكان كوسيط للنزاعات واستضافة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، أكد البابا أنّ “الكرسي الرسولي منذ بداية الحرب بذل جهوداً كبيرة ليحافظ على حياد حقيقي”. وأشار إلى أنّ الإلحاح اليوم هو أن “يمارس فاعلون مختلفون ضغوطاً كافية تدفع الأطراف المتحاربة إلى القول: كفى، لنبحث عن طريقة أخرى لحلّ خلافاتنا”.

ودعا البابا الى أن “نستمرّ في الرجاء. لديّ ثقة كبيرة بالطبيعة البشرية”. وأعترف بأنّه “صحيح أنّ هناك فاعلين سيئين، وهناك إغراءات”، ولكن علينا أن “نُشجِّع الناس على النظر إلى القيم العليا” وأن نُصرَّ على القول “لنقم بالأمور بطريقة مختلفة”. وحض في النهاية على “الحوار”، الذي يروّج له بنفسه عبر استقبال قادة العالم والمنظمات الدولية.

ولفت البابا في المقابلة، الى أن “من المفترض نظرياً أن تكون الأمم المتحدة المكان الذي تُعالج فيه مثل هذه القضايا. لكن يبدو أنّه بات من المُسلَّم به أنّ الأمم المتحدة، على الأقل في الوقت الراهن، فقدت قدرتها على جمع الأشخاص لمعالجة القضايا المتعددة الأطراف”.

وشدد البابا على أنّ علينا “أن نذكّر أنفسنا بإمكانات البشرية في تجاوز العنف والكراهية التي تزيدنا انقساماً، وأنّنا نعيش في أوقات استقطاب، خصوصاً بعد أزمة عام 2020، وفي زمن فقدان القيم أيضاً: الحياة البشرية، العائلة، والمجتمع، التي إذا فقدنا معناها، فما الذي يبقى مهماً؟”. وأشار إلى “الفجوة المتزايدة بين دخول الطبقة العاملة والأموال التي يتقاضاها الأغنى”.

وقال البابا بريفوست، إن “الرؤساء التنفيذيون الذين كانوا قبل ستين عاماً يكسبون ربما من أربعة إلى ستة أضعاف أجر العمال، بحسب أحدث البيانات باتوا اليوم يكسبون 6600 ضعف ما يتقاضاه العامل العادي”. وقال إنّه قرأ أيضاً خبراً عن أن إيلون ماسك، رجل الأعمال الأميركي ومؤسس شركتي تسلا وسبيس إكس، “سيكون أول تريليوني في العالم”، واختتم متسائلا: “ماذا يعني ذلك؟ عمّ نتحدث؟ إذا كان هذا الشيء الوحيد الذي بات له قيمة، فنحن في ورطة كبيرة”.