البابا: تجارة الحروب تستهدف المدنيين العزّل أطفالًا ونساءً ومسنين

سبتمبر 12, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

الفاتيكان ـ ندد البابا ليون الرابع عشر، بحقيقة أن “تجارة الحروب، تحطّم حياة الشباب وتجبرهم على حمل السلاح، وتستهدف المدنيين العزّل، أطفالًا، نساءً ومسنين”.

ووفقا لموقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني، فقد استقبل البابا في القصر الرسولي الجمعة، المشاركين في اللقاء العالمي حول الأخوّة الإنسانية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أرحّب بكم وأشكركم على حضوركم من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في النسخة الثالثة من اللقاء العالمي حول الأخوّة الإنسانية، الذي تنظّمه بازيليك القديس بطرس ومؤسسات “أخوة جميعًا”، “كن إنسانًا”، و”القديس بطرس لأجل البشرية”.

وتابع البابا: “إنّ كوكبنا مطبوع بالصراعات والانقسامات، وأنتم متّحدون برفض قويّ وشجاع للحرب وبقبول السلام والأخوّة. فكما علّمنا البابا فرنسيس، الحرب ليست الطريق الصحيح للخروج من النزاعات”. وأردف: “إنَّ احتمال النزاع، حلّه وتحويله إلى حلقة وصل لعملية جديدة، هو المسار الأكثر حكمة، درب الأقوياء. وحضوركم يشهد على هذه الحكمة التي توحّد الثقافات والأديان، وتلك القوة الصامتة التي تجعلنا نعترف بأننا إخوة وأخوات رغم كل اختلافاتنا”.

وأضاف البابا، أنه “وفقًا للرواية الكتابيّة، كانت أوّل علاقة أخويّة بين قايين وهابيل، علاقة نزاع مأساوية منذ بدايتها. ومع ذلك، فإنّ جريمة القتل الأولى هذه لا ينبغي أن تقودنا إلى الاستنتاج، أن الأمر دائمًا، وعلى الرغم من كونه قديم ومنتشر، فلا يمكننا قبول عنف قايين على أنّه أمر طبيعي، بل على العكس، إذ أنَّ صدى القاعدة يتردّد في السؤال الإلهي الذي وجّهه الله إلى المذنب: أين أخوك؟”. في هذا السؤال تكمن دعوتنا، والقاعدة، وقانون العدالة. فالله لا ينتقم لهابيل من قايين، بل يطرح عليه سؤالًا يرافق مسيرة التاريخ بأسرها”.

وأشار ليون الرابع عشر، إلى أن “اليوم، أكثر من أي وقت مضى، علينا أن نجعل هذا السؤال مبدأنا للمصالحة. وعندما نجعله جزءً منا، سيتردّد صداه فينا على النحو: يا أخي، ويا أختي، أين أنتما؟ أين أنتما في تجارة الحروب التي تحطّم حياة الشباب وتجبرهم على حمل السلاح، تستهدف المدنيين العزّل، الأطفال والنساء والمسنين، وتدمّر المدن والحقول والأنظمة البيئية بأسرها، فلا تخلّف وراءها سوى الركام والألم؟”.

وأردف متسائلا: “يا أخي، ويا أختي، أين أنتما وسط المهاجرين الذين يُحتقرون ويُسجنون ويُرفضون، والذين يبحثون عن الخلاص والرجاء فلا يجدون إلا الجدران واللامبالاة؟ عندما يُلام الفقراء على فقرهم، ويُنسون ويُهمّشون في عالم يثمّن الربح أكثر من الإنسان؟ أين أنتما في حياة مفرطة الاتصال تجعل العزلة تنخر الروابط الاجتماعية وتجعلنا غرباء حتى عن أنفسنا؟ لا يمكن للجواب أن يكون الصمت، بل أنتم الجواب، بحضوركم، التزامكم وشجاعتكم. اختيار اتّجاه مختلف للحياة، للنموّ وللتنمية”.