روما ـ تعليقًا على دعوة رئيس الإتحاد الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقاء قمة في موسكو، قال وزير الخارجية الأوكراني السابق دميترو كوليبا: إن “الإجابة هي لا بالتأكيد”.
وفي تصريحات لصحيفة صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية الخميس، أضاف كوليبا، أن “بوتين عندما يدعو زيلينسكي إلى موسكو، فإن المعنى الحقيقي للاقتراح هو أن بوتين لا يريد الاجتماع، فهو يعلم أن زيلينسكي لا يمكنه قبول العرض”.
وتابع: “لو كنت لا أزال وزيرًا للخارجية، لقلت له بالتأكيد ألا يذهب، وعلى أية حال، زيلينسكي لا يحتاج إلى نصيحتي اليوم. لو أراد بوتين عقد قمة حقًا، لكان بإمكانه القيام بذلك في أي مكان آخر: إسطنبول، جنيف أو كازاخستان، لكن ليس الفاتيكان، لأن البطريرك الأرثوذكسي كيريل كان سيغضب بشدة”.
واستدرك الوزير السابق القول: “لكن المغزى من الأمر هو أن علينا ألا نسمح لأنفسنا بالانخداع بتكتيكات الرئيس الروسي. أولًا، لأنه أمر مُهين، فلا يجب الذهاب إلى عاصمة الغازي للتفاوض، لأن أوكرانيا لم تخسر الحرب على الإطلاق. ثانيًا، ستكون هناك مشاكل هائلة لأمن زيلينسكي. ثالثًا، بعد كل أهوال الغزو الذي شنه بوتين، يجب ألا نتسرع بالركوع أمام شروطه”.
وكان كوليبا قد ذكر في مقال افتتاحي بصحيفة (واشنطن بوست)، أنه يُفضّل المساعدات العسكرية على الجنود الأوروبيين كضمان أمني، وبهذا الصدد، أوضح أن “أوروبا، لا تستطيع تحمّل ترف الانقسامات الداخلية حول مسألة المساعدات لأوكرانيا، ولن يكون لوجود الجنود الأوروبيين في بلادنا أي تأثير يُذكر”.
وأردف: “على سبيل المثال، لو كانت هناك وحدة فرنسية في ريفنا، فما الذي سيمنع الروس من مهاجمة لوتسك القريبة؟ ولو كانت هناك وحدات تابعة للاتحاد الأوروبي في كييف، أو في دنيبرو وأوديسا، فما الذي سيمنع الروس من انتهاك وقف إطلاق النار على جبهة دونباس؟ أنا أُحب أوروبا، لكنها تُكثر الكلام وتُقلّل العمل الجماعي، وربما ينبغي تسليط الضوء على هذه القضايا”.
وأشار كوليبا، إلى أن “أفضل طريقة لوقف العدوان الروسي هي أن نظهر لبوتين أن الدعم العسكري الأوروبي مستمر وقوي. من المؤكد أن كييف ستستقبل جنودكم بكل حفاوة، وستُصبح حلقة وصل إضافية مع الاتحاد الأوروبي، لكن هذا لن يُغيّر أهداف بوتين، فلا يُمكن إيقاف الحرب إلا بقوة الأوكرانيين”.
ورأى رئيس الدبلوماسية الأوكرانية السابق، أن “على الاتحاد الأوروبي إنتاج مزيد من الأسلحة، الاستثمار في الصناعات الأوكرانية وشراء مزيد من الأسلحة من الولايات المتحدة لنقلها إلى جيشنا. علاوة على ذلك، يجب تشديد العقوبات على موسكو، وفي الوقت نفسه، تسريع عملية اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح الوزير السابق، أن “هذا المزيج من التحركات العسكرية والسياسية سيُبيّن لبوتين أن أوكرانيا لن تعود روسية أبدًا، وسيتعين عليه قبول ذلك”.