إيطاليا ـ فرنسا

مسؤول دبلوماسي إيطالي: لا أزمة دبلوماسية مع فرنسا

أغسطس 25, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
إدموندو تشيريللي

روما ـ قال مسؤول دبلوماسي إيطالي: “أعتقد بصدق أنه يجب التقليل من أهمية هذه الحادثة”، معلقًا على تصريحات نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني بشأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد استدعت السفير الإيطالي لدى باريس السبت، إثر انتقادات وجهها سالفيني للرئيس ماكرون بعد تصريحات هذا الأخير حول إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا.

وبهذا الصدد، تحدث نائب وزير الخارجية، إدموندو تشيريللي لصحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية قائلا: “دعونا نروي الأمور كما هي. بطبيعة الحال، في بلدنا، تُصنع السياسة الخارجية بشكل شبه حصري من قِبل رئيسة الوزراء ووزير الخارجية”، فـ”هما من يُمليان النهج في القضايا الدولية”.

وتابع السياسي المنتمي لحزب (إخوة إيطاليا) الذي يقود الائتلاف الحاكم: “لقد تحدث الوزير تاياني للتعبير عن موقفنا”، موضحاً أن “الأمر كان سيكون مختلفًا لو أن جورجا ميلوني هي من نطقت بهذه الكلمات”، لذا “علينا أن نعرف كيف نُميز بين الأمور، وهذه ليست أزمة دبلوماسية”.

ثم استذكر تشيريللي “التصريحات اللاذعة التي أدلى بها زعيم حزب ماكرون أو وزير الداخلية آنذاك، الذي أصبح الآن وزير العدل”، وأردف: “لقد انزعجنا، كما فعلوا هم هذه المرة واحتججنا، ثم انتهى كل شيء عند هذا الحد. لقد تغيب تاياني عن القمة، لكن بعد 20 يومًا، عُقد الاجتماع الثنائي بين ماكرون وميلوني، لأن الحقيقة مختلفة”.

وأشار نائب الوزير إلى أن “إيطاليا وفرنسا دولتان صديقتان، وغالبًا ما تتعاونان، وترتبطان أيضًا بمعاهدة مهمة، فلا ينبغي بالتأكيد إفساد علاقات بهذه الأهمية بتصريحات غير دبلوماسية من مسؤول حكومي”.

وأوضح تشيريللي، أن “في مثل هذه الحالات، عندما تُواجَه تصريحات لاذعة، تُرفع شكاوى، تُقدَّم تفسيرات، ويُغلق الملف، كما أن علينا فهم السياق أيضًا”. واسترسل: “أدركنا حينها أن فرنسا كانت في حملة انتخابية، وأن هناك من لديه مصلحة في رفع النبرة، لذلك أخذنا ذلك بالاعتبار. هنا أيضًا، تقترب الانتخابات الإقليمية، ويسود الميل نحو رفع النبرات”.

واستمر بالإيضاح: “ثم هناك قضية أخرى، وهي موضوع جدل سياسي دولي. الرئيس الفرنسي زعيم حزب مؤيد لأوروبا ويدعم المفوضية، بينما سالفيني زعيم قوة يمينية معارضة، وهناك أيضًا خلافات بين الفصائل السياسية. سالفيني ليس جزءًا من الدبلوماسية؛ فهو سياسي كغيره، وكذلك ممثلو الحكومة أو الأحزاب الفرنسية”.

وأردف المسؤول الدبلوماسي: “من الواضح أنني، كممثل للدبلوماسية، أعبّر عن رأيي بلغة مختلفة، وإلا لكانت كلماتي تحمل وزنًا مختلفًا تمامًا. كل شخص يختار مواقفه في ظل الديمقراطية، فنحن، في نهاية المطاف، نتحدث عن السياسة، وكيفية التعبير عن الرأي جزء من الخيارات السياسية لكل فرد. المهم أن نكون متحدين في خياراتنا. أما بالنسبة للباقي، فالأمر متروك للناخبين للتعبير عن أنفسهم”.