الكرسي الرسولي يؤكد على “حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف”

أغسطس 1, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

روما- جدد مراقب الفاتيكان الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الأساقفة غابرييلي كاتشا، في المناقشة العامة لمؤتمر التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، تأكيد الكرسي الرسولي على “الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني”.

وأشار موقع أخبار الفاتيكان إلى أن “التشديد على ضرورة الحوار والالتزام بالعمل من أجل السلام، التأكيد على كون حل الدولتين الطريق الوحيد والمنصف لحل النزاع، المطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء معاناة سكان غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن” من بين ما تضمنته مداخلة مراقب الكرسي الرسولي.

وبدأ مراقب الفاتيكان الدائم مداخلته معربا عن “تثمين الكرسي الرسولي لدعوة فرنسا والسعودية إلى عقد هذا المؤتمر، كما ووجه الشكر إلى رؤساء مجموعات العمل على ما تم القيام به من جهد”.

وفي حديثه عن حل الدولتين، أكد رئيس الأساقفة كاتشا “قناعة الكرسي الرسولي أن هذا الحل، ومع قيامه على أساس حدود معترف بها دوليا، هو الطريق الممكن والمنصف الوحيد نحو سلام عادل ودائم”.

وقال إنه “في حقبة يُنظر فيها إلى القوة باعتبارها شرطا للسلام فيُفترض لهذا اللقاء أن يُذكِّر بأنه فقط من خلال الحوار الصبور والشامل يمكن بلوغ حل دائم للنزاع”.

كما أشار المراقب الدائم إلى المعاناة الإنسانية الرهيبة في المنطقة، وقال في هذا السياق إن “الكرسي الرسولي قد أدان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 كما وأكد أن الإرهاب لا يمكن أبدا تبريره”، إلا أن الكرسي الرسولي “يشدد في الوقت عينه على أن الحق في الدفاع عن النفس يجب أن يمارَس في سياق الحدود التي تفرضها ضرورة التناسب”.

كما نقل رئيس الأساقفة كاتشا مخاوف الكرسي الرسولي الكبيرة أمام “تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة سوءً”.

وأشار في هذا السياق إلى “التبعات المدمرة على السكان المدنيين وخاصة إلى أعداد الأطفال الذين قُتلوا، كما وتوقف عند تدمير البيوت والمستشفيات وأماكن العبادة”، مذكَّرا بالهجوم الذي تعرضت له رعية العائلة المقدسة في غزة والذي “يشكل جرحا إضافيا للجماعة المعانية”.

وقال إنه “أمر مثير للقلق بشكل كبير خاصة وأن المسيحيين في هذه المنطقة قد لعبوا دورا كبيرا كحضور يعزز الاستقرار والحوار والسلام”.

وتطرق رئيس الأساقفة من جهة أخرى إلى النزوح الجماعي وعدم توفر الخدمات الأساسية والجوع المتزايد، معتبرا أن “ما يحدث يشكل صدمة للضمير الإنساني ويتطلب إجابة منسَّقة من قِبل الجماعة الدولية”.

ثم أكد المراقب الدائم مطالبة الكرسي الرسولي بـ”وقف فوري لإطلاق النار، إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، إعادة جثامين المتوفين، حماية المدنيين الفلسطينيين في احترام للقانون الإنساني الدولي، وضمان الحصول على المساعدات الإنسانية بدون إعاقة”.

ثم كانت القدس نقطة أخرى تطرق إليها مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، وقال في هذا السياق إنها “مدينة لها أهمية عالمية دينية وثقافية، وهي مقدسة بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين”.

ووصف المراقب الدائم القدس بأنه “تتطلب وضعا خاصا يتجاوز الانقسامات السياسية ويضمن الحفاظ على هويتها الفريدة”.

وأردف “لتحقيق هذا الهدف فإن الكرسي الرسولي يكرر نداءه من أجل وضع خاص يحظى بضمانات دولية قادر على ضمان كرامة وحقوق جميع سكان القدس ومؤمني الديانات التوحيدية الثلاث، المساواة أمام القانون لمؤسسات هذه الديانات وجماعاتها، حماية الطابع المقدس للمدينة والإرث الديني والثقافي الاستثنائي”.

وشدد رئيس الأساقفة على أن “الوضع الخاص المرجو يجب أن يحافظ على الوضع القائم أينما كان هذا ممكنا”.