روما ـ أكد الزعيم السياسي لحركة خمس نجوم الإيطالية، جوزيبّي كونتي، القول: “لا أستبعد إمكانية الحديث عن زيادات محتملة في الإنفاق الدفاعي، لكنني أعتبر أسلوبها غير مقبول، أي بدون مشروع استراتيجي والتزامات غير مستدامة إطلاقًا مقارنةً بأولويات الإيطاليين”.
وقال كونتي، في مقابلة مع صحيفة (لا ستامبا) الإثنين، مستدركاً: “لكنتُ أظهرُ شخصيتي (مُشيرًا إلى قمة الناتو الأخيرة) وكنتُ سأقاوم بفخر”، موضحاً أن “المرء إذ قال: نعم يا سيدي، فقط، فأنه لا يُفاوضـ، بل يُوقّع استسلامًا”.
واسترسل: “نحن على شفا حفرة من اضطراب عالمي، والاقتراح الوحيد الذي يُمرّر هو زيادة الإنفاق على الأسلحة، دون تحديد الأهداف، القيود والأساليب أولًا”، بل “لإرضاء ترامب فقط، كما اعترف مارك روته في رسالته المُثيرة للإحراج”.
وتابع: “على العكس من ذلك، أظهر (رئيس الوزراء الإسباني) بيدرو سانتشيز “كيفية التفاوض. فلا يجب أن تجد نفسك معزولًا، بل أن تبني جبهة معارضة. ترامب، يسعى بحق لتحقيق مصالح بلاده. لكن بتبني منطقه نفسه. كنت سأقارن مصالحه بأمانة بمصالح إيطاليا ودول أخرى لا تستطيع تحمل هذه النفقات”.
وأردف كونتي: “نحن لسنا ألمانيا، التي تتمتع بقدرة مالية هائلة، نظام رعاية اجتماعية متين، ورواتب أساسية أعلى بكثير من رواتبنا”. وأصرّ على أن “إهدار المال على الأسلحة، مع خداع مواطنينا بالاعتقاد بأنهم سيحظون بأمن أكبر، دليل على تراجع أوروبا”.
وأشار رئيس الوزراء السابق، إلى أن “الخيار السياسي الوحيد المنطقي هو تسريع الدفاع الأوروبي، فبهذه الطريقة فقط، سنتمكن من ترشيد الإنفاق وتجنب التكاليف الإضافية من خلال اتخاذ خطوة سياسية فعّالة. وبذلك فقط، يُمكن لأوروبا استعادة زمام القيادة المفقودة”.
ورأى كونتي، أنه “يجب إيقاف سباق التسلح الجنوني هذا الذي يربطنا باقتصاد الحرب في المستقبل أيضًا”، مبيناً أنه “لتحقيق هذه الغاية، سنُطلق، بالتعاون مع القوى التي اجتمعت في لاهاي الأسبوع الماضي، مبادرة المواطنين الأوروبيين (ECI) لجمع مليون توقيع وإلزام المفوضية الأوروبية بالحفاظ على النموذج الاجتماعي الأوروبي ومراجعة سباق التسلح”.
وخلص زعيم حركة خمس نجوم، إلى القول، إن “في الخريف هنا في روما، سنُطلق مؤتمرًا كبيرًا لتعزيز شبكة الأحزاب والحركات التي تُشارك في هذا الخيار”.