روما ـ أكد مؤسس ورئيس جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية، أندريا ريكّاردي، أن “في الوقت الحالي، لا يوجد مرشحون مهيمنون”، لمنصب البابا، “وبشكل عام، لا يوجد ميل للإصرار على المنطقة الجغرافية نفسها، فبعد البولندي، كان لدينا ألماني، ثم أرجنتيني”.
وأوضح ريكاردي، الوزير السابق، المؤرخ والباحث المعروف في الكنيسة الكاثوليكية، أن “المشكلة الحقيقية تكمن في إيجاد الرجل الذي يمثل التوليفة، أو على الأقل نقطة التوليف، وفي رأيي المتواضع، سيحتاج الأمر إلى مساعدة رجل واحد، وربما علينا التفكير بتعزيز هذه المساعدة أيضًا”.
وفي مقابلة مع صحيفة (لا ستامبا) السبت، تحدث ريكاردي عن مجمع الانتخاب والبابا القادم أيضًا، قائلاً إنه “صُدم بالحزن الشديد، والذي ربما كان غير متوقع من هذه الناحية، والذي يصاحب وداع البابا فرنسيس”.
وأكد أن “العديد من الناس أعطوا فرنسيس صورة باهتة ومتعبة، لكن ما نراه يُنبئنا بشعبية فرنسيس وشعبٍ أحس بشخصيته. وهذا يُثير مسألة إرثه والبحث عن خليفةٍ يجيد مخاطبة الناس”، مشيراً الى أن “من الواضح أن فرنسيس قد أثر في الناس بطاقته العظيمة، أفعاله، تعاطفه وقدرته على التعاطف، مما دفعه إلى سبر أغوار قلوبهم وتجاوز الحواجز الأيديولوجية”.
واسترسل: “لا أعلم إن كان هذا سيُطرح في المجمع، إنه مجمع جديد لكرادلة لا يعرفون بعضهم البعض، يُمثلون كنيسةً كبيرةً ومتنوعةً ومتناقضةً، خاصةً فيما يتعلق بالصراع بين الدول. أعتقد أن كرادلة عديدين، جديرين بأن يكونوا خلفاء لفرنسيس، سيشاركون بهذا المجمع”.
وتابع ريكاردي قائلاً، إن “الجوهر الحقيقي هو أن نجد بابا يعرف كيف يجعل روما مركزًا وديعًا ومرحبًا، ويعرف كيف يكون مُبشّرًا في العالم. بابا يتمتع بقوة إيمان عظيمة، فبدون هذه القوة، يصبح الأمر صعبًا للغاية”.
وأردف: “أفكر بممثل منتخب للاستمرارية، ومع ذلك يُدخل تغييرات وإضافات تُشكل جزءًا من شخصيته. ففي النهاية، لا وجود لما يُسمى بالقطيعة مع الماضي في الكنيسة الكاثوليكية. يمكن للروح الثورية والاستمرارية أن يتعايشا في آن واحد. كان بيرغوليو وفيًا للتقاليد، لكنه كان يتمتع بانفتاح كبير في بعض القضايا. ثم كان الانفتاح الرعوي الكبير للرحمة أمرًا أساسيًا بالنسبة له، وتجاوزت رسالة هذا البابا وإنسانيته توقعاتنا”.