
روما ـ قال بطريرك اللاتين في القدس، الكاردينال پييرباتيستا پيتساباللا: “لم نشهد في أي مكان رغبة ببناء ما بعد الحرب، ولا أرى ظروفًا كهذه، لا محليًا ولا دوليًا”.
وفي مقابلة عن الصراع في الشرق الأوسط، مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية الخميس، رأى الكاردينال پيتساباللا، أن “أحد الجوانب المؤسسة للحرب، وليس في هذه الحرب فقط بل في كل الحروب، هو لغة العنف”.
وتابع: “إن لغة ازدراء ورفض للآخر، تبدأ قبل الحرب دائمًا وتُشكّل مُقدّمةً لها. لغة العنف تُؤدّي إلى عقلية عنيفة، والى تبنّيه في نهاية المطاف”. وفي حديثه عن اللغة، أكد أن “الله في الكتاب المقدس خلق العالم بالكلمات، ونحن أيضًا نخلق عالمنا بالكلمات، لكن يمكننا بكلماتنا تدميره أيضًا، فاللغة قادرة على بناء العلاقات أو تدميرها”.
وأكد بطريرك اللاتين، أن “قانون الأقوى كان موجودًا دائمًا، وليس اختراعًا من عصرنا، ولعله أصبح اليوم أكثر وضوحًا. فالمنظمات متعددة الأطراف وجميع أشكال الضمانات لم تعد موجودة، أو لا تُؤخذ بالاعتبار”.
ثم شدد الكاردينال على أنه في ظل تعقيد الوضع، “يختلط كل شيء في فوضى بالغة التعقيد تتطلب حلولاً معقدة وطويلة الأمد بالقدر نفسه، لكن الإرادة غائبة أيضاً إلى جانب انعدام للثقة، التي لا يمكن بدونها بناء آفاق جديدة، ولهذا السبب، الأمر صعب للغاية: لا أحد يرغب بالتحدث إلى الآخر”.
وعن وضع المسيحيين في غزة، أوضح الراهب الفرنسيسكاني، أنه “خلال الهدنة، غادر بعضهم، لكنهم الآن عادوا جميعًا إلى مجمع الرعية، حوالي ستمائة شخص، فالبقاء هناك أكثر أمانًا بالنسبة لهم، لكنهم ليسوا على ما يرام، إنهم قلقون كما أنهم متعبون أيضًا”.
وخلص البطريرك مذكّرًا بالبابا فرنسيس في “دعوته المستمر للسلام، وثقته بالكلمة”، وقال: “يجب ألا نكل. قد لا يتغير شيء على المستوى العام، وليس فورًا على الأقل، لكن الكلمات تصل بعد ذلك إلى من يستمع إليها، فيتبنّاها كثيرون. لا نملك القوة، بل كل ما لدينا هو كلمات التعزية والتشجيع”.