
روما ـ قال وزير أردني: “إننا نتابع عن كثب القصف الإسرائيلي الوحشي والعدواني على قطاع غزّة”، مشيراً الى أن “هناك هجومًا مستمرًا على الإنسانية ويجب إيقافه على الفور”.
وأضاف وزير الإعلام الأردني محمد المومني، في مقابلة مع صحيفة (إل صولي 24 أوري) الإيطالية الأربعاء، أن بلاده “تواصل الانخراط في جهوده الدبلوماسية”، مبيناً أنه “لا يوجد بديل لحل الدولتين”. وأردف: “إن لم يُمنح الفلسطينيون حق تقرير المصير فإن هذا الصراع سيستمر”.
وحول اقتراح ترامب بإجلاء سكان غزة، ذكر المومني، وهو الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أن “الملك عبد الله الثاني رفض الاقتراح بشدة”. وأوضح أن “علاقاتنا الإستراتيجية مع الولايات المتحدة قوية وتسمح بإقامة حوار صريح وودي معها”، مبيناً أن “تعاوننا يتجلى على جبهات عديدة”.
وفيما يتعلق بمسألة المساعدات، أعلنت الولايات المتحدة أنها تقوم بمراجعة برامجها في مختلف أنحاء العالم، وأضاف بهذا الصدد: “إننا نؤمن بأن الأهمية الاستراتيجية للأردن ذات قيمة كبيرة بالنسبة للمجتمع الدولي وللاستقرار الإقليمي”. واختتم بالقول: “لقد تلقينا إشارات من الأميركيين بشأن استئناف المساعدات لقطاع المياه في بلادنا، وهذه علامة إيجابية”.
ثم تحدث الوزير عن “الخطة العربية لقطاع غزة: الخطة المصرية”، مبيناً أن “هذا الاتفاق يمثل نقطة البداية والإطار لمعالجة الوضع في قطاع غزّة، ونحن نواصل دعمنا القوي للمفاوضات، لأن الحل الوحيد للسلام الدائم هو إقامة دولة فلسطينية، ولا أتحدث هنا عن جيش مجهز بأسطول من مقاتلات (إف-16) والدبابات”، بل “عن دولة تتمتع بشرطين أساسيين على الأقل: أن تكون مستدامة وقادرة على العيش بشكل مستقل، والتمكن من منح الجنسية لسكانها”.
وحسب الوزير الأردني، فإن “أوروبا قادرة على فعل المزيد، لا بسبب القرب الجغرافي وحسب، بل للروابط التاريخية مع هذا الجزء من الشرق الأوسط أيضًا”، إذ “يمكنها لعب دوراً رئيسياً في هذه العملية، لأنها تتمتع بعلاقات تاريخية مع الجانبين، ويمكنها أن تكون وسيطًا. لكننا بحاجة لالتزام ملموس، لا مجرد إعلانات مبدئية، وذلك لأجل استقرارها أيضًا”.
واسترسل: “لقد تسببت الحرب الأهلية السورية (منذ حوالي 10 سنوات) بخلق حالة الطوارئ متعلقة باللاجئين، وقد كانت أوروبا أكثر نشاطًا في هذه المنطقة آنذاك مما هي عليه الآن”، أما بشأن خطة ترامب، فقد قال: “نحن لا نقبل بإخراج الفلسطينيين من غزة”.
وأوضح المومني، أن “نظامنا للقيم يعتمد على الكرم والضيافة، لكننا لا نعتزم استضافة لاجئين جدد. من وجهة نظر أوروبا، يبدو الأردن بمثابة واحة للسلام في منطقة تمزقها الصراعات والقلاقل المزمن. ما هو أسباب هذا النجاح؟”.
وتابع: “أجيب على هذا السؤال، بأن هناك ثلاثة أسباب: الأول هو القيادة التي تتخذ القرارات بطريقة حكيمة وعملية. لقد حاولنا دائمًا اتخاذ نهج إيجابي وإرسال رسالة إيجابية. والثاني هو قدرتنا على الصمود إلى جانب احترافية قواتنا العسكرية ومؤسساتنا المدنية”، أما “السبب الثالث فهو وعي الشعب الأردني بالمشاكل الموجودة”.