كنيسة لبنان بين تحديات اللاجئين وأعمال المحبّة: نساعد ونحتاج للمساعدة

فبراير 21, 2025
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
الكاردينال مايكل تشيرني

الفاتيكان ـ قال مسؤول فاتيكاني، إن الكنيسة في لبنان تكافح بين دعوتها لاستقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم، والعبء الثقيل الذي لم يعد يقتصر على كونه أزمة طارئة، بل أصبح واقعًا طويل الأمد مع “الوضع الجديد” في سورية.

ووفقا لموقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني، فقد قال عميد دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة، الكاردينال مايكل تشيرني، إنه “يضاف إلى ما سلف ذكره، تداعيات حرب الجنوب، التي أفرغت القرى من سكانها وخلّفت جروحًا جديدة، وأزمة اقتصادية تخنق الأسر والمؤسسات، فضلًا عن كارثة انفجار مرفأ بيروت التي عمّقت المعاناة وزادت عدم الاستقرار.

وأشار الكاردينال إلى أنه في ظل هذه الظروف، تواجه الكنيسة تحدي مساعدة الفقراء واللاجئين وضحايا النزاعات، وسط شحّ التمويل الخارجي، مثل إيقاف دعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، أو محاولات بعض الجهات فرض أجندات إيديولوجيّة تتعارض والعقيدة الاجتماعية للكنيسة.

وفي إطار زيارته للبنان، بدأ الكاردينال تشيرني يومه الثاني بالصلاة في مزار سيدة حريصا، ثم اختتمه في دير مار شربل في عنايا، حيث رفع الصلاة من أجل صحة البابا. وخلال مشاركته بالجلسة الختامية للدورة العادية الـ57 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، التي عُقدت في حريصا من 17 ـ 20 شباط/فبراير، أصغى لصرخات استغاثة القادة الكنسيين الذين دعوه إلى نقل رسالتهم إلى الكرسي الرسولي والمجتمع الدولي والغرب.

وأقرّ الكاردينال تشيرني بصعوبة الوضع اللبناني، مشيرًا إلى موقف البابا فرنسيس بضرورة استقبال اللاجئين ولكن وفق حدود قدرات الدول المضيفة. وأضاف: “أنتم محقّون، لقد وصلتم إلى الحد الأقصى. إنَّ الثمن الذي تدفعونه مرتفع مقارنة بإمكاناتكم، فلبنان لا يملك الموارد الكافية لمواجهة هذه الأزمة.”

وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية أرهقت العائلات والمدارس والمستشفيات، مستشهدًا بكلمات الأخت لوريس عبيد، من جمعية راهبات القديس منصور دي بول: “لا توجد أموال للمدارس أو الأدوية، حتى لعلاج السرطان. والحكومة لا تقدّم الدعم، وإذا وُجدت الأدوية، فهي باهظة الثمن. لا نعرف كيف نوفق بين محبة الفقير وغياب الموارد اللازمة لمساعدته.”

أشاد الكاردينال تشيرني بجهود الكنيسة اللبنانية في التعامل مع الأزمة رغم غياب الدولة، مشددًا على أن مسؤولية قضية اللاجئين تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومة اللبنانية، قائلًا: “حتى الآن، لم يكن هناك دور فعّال للدولة، ولكن هناك مرحلة جديدة بدأت، وهي مسؤوليتها في معالجة القضية. إنَّ الكنيسة لا يمكنها أن تحلّ محلّ الدولة في هذا الشأن.” وأشار إلى أن الحلّ يكمن في دعم الكنيسة السورية لتعزيز الاستقرار والتنمية في سوريا، مما قد يشجّع اللاجئين على العودة، مضيفًا: “ابحثوا عن سبل ملموسة للحوار مع الكنيسة في سوريا”؛ واقترح تشكيل مجموعة عمل متخصصة لمعالجة القضية، مع التأكيد على استعداد الدائرة الفاتيكانية لدعم هذه الجهود وتوفير الخبرات اللازمة.

واقترح الكاردينال تشيرني “التواصل والترابط” كأحد الحلول، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز الحوكمة والتواصل والمصداقية، وهي مفاهيم تناولها لاحقًا في اجتماعه مع أعضاء برنامج “التنشئة القيادية المسيحية” لإعداد القادة المستقبليين. وأوضح أن “المصداقية تختلف تمامًا عن السعي وراء السلطة المطلقة”. في طريقه إلى عنّايا، مرورًا ببيروت، وقرى قديمة مثل جبيل وأحياء شيعية، علّق الكاردينال بارتياح على يومه الحافل، قائلًا: “لقد كان يومًا مكرسًا لتبادل المشاكل والمقترحات والحلول – وهذا بالضبط ما يولّد الرجاء”.

[wkh][/wkh]