روما- في إشارة إلى المكالمة الهاتفية التي جرت مؤخرا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والمباحثات الثنائية بين مسؤولي البلدين اليوم في الرياض، قال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو إن ما يجري “ليس أول طاولة حول السلام” حول أوكرانيا، و”لن تكون الأخيرة”.
وأضاف الوزير في مقابلة مع صحيفة (إل ميساجيرو) “الجميع، على الأقل الأكثر وعيا، كانوا يعلمون جيدا أن ترامب سوف يسرع وتيرة خطواته. لذا، فإن هذه الجهود موضع ترحيب”، ولكن “أنا مقتنع بأن استبعاد أوروبا من الطاولة هو خطأ، كما لا يمكن لأوكرانيا، الضحية، أن تبقى خارج هذه المسألة”.
وقال “ينبغي أن يكون هدف أوروبا الجلوس إلى الطاولة كما دعمت، إلى جانب أميركا، المقاومة الأوكرانية، ولكن يجب أن تتكلم بصوت واحد وأن تتحاور مع الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه تتحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها”، وهذا يعني “زيادة الاستثمارات (في مجال الدفاع) التي ظلت راكدة خلال السنوات الثلاثين الماضية”.
وأضاف: “لكن يتعين على الأميركيين الآن أن يفهموا أن الأمر يحتاج إلى وقت. وخاصة بالنسبة لدول مثل إيطاليا وألمانيا التي لم يُسمح لها بإعادة التسليح لفترة طويلة”، بعد هزيمة النظامين النازي والفاشي في الحرب العالمية الثانية.
وثمن وزير الدفاع الإيطالي انفتاح الاتحاد الأوروبي على مسألة فصل الاستثمارات الدفاعية عن ميثاق الاستقرار المالي، وقال إنها “نقطة تحول تاريخية، كنت أطالب بها منذ زمن بعيد… لقد تحرك الاتحاد الأوروبي، كالمعتاد، بتأخير ستة أو سبعة أعوام”.
وأشار كروزيتّو إلى أنه في قمة لاهاي في حزيران/يونيو المقبل، “سيطلب حلف شمال الأطلسي تجاوز 3% من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي. العديد من الحلفاء، أذكر هنا بولندا، تجاوزوا بالفعل هذه النسبة وترامب يطالب بـ 5%.
ووفق وزير الدفاع الإيطالي، فإنه “يتعين علينا أن نستعد لعصر جديد، متوافق مع (قدرات) الميزانيات الوطنية. لتحقيق أهداف القدرة العسكرية التي يطلبها حلف شمال الأطلسي مِنّا، الألوية والأسلحة والذخيرة، يجب أن نصل إلى هدف 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي. ليس هناك وقت نضيعه. يتحدث العديد من حلفائنا الأوروبيين عن الحرب باعتبارها فرضية واقعية ومحتملة. في السويد، وهي دولة كانت حتى قبل عامين خارج حلف شمال الأطلسي، وزعوا منشورات على العائلات تحتوي على تعليمات عند غزو روسي وليس في حال حدوث غزو روسي”.