روما ـ أعرب إمام إيطالي، عن الاقتناع بأن “ما حدث في تورينو يجب أن يدفعنا للتأمل فرديًا وجماعيًا. علينا أن ننأى بأنفسنا فورًا عن كل تعصب، لأننا نواجه طريقًا خطيرةً نجازف باتباعها بإعادة عقارب الساعة إلى عصور الظلام التي ساد فيها هيجان أيديولوجي الأعمى”.
هذا ما قاله إمام ميلانو، يحيى بالافيتشيني، والزعيم الروحي للرابطة الإسلامية الإيطالية (Coreis)، في مقال نشرته صحيفة (لا ستامبا)، عقب خطابه في جامعة روما الأولى (لا سابيينتسا)، خلال مناظرة مع الحاخام الأكبر للعاصمة ريكاردو دي سيني ورئيس الأساقفة فينتشنتسو باليا.
وتحدث الإمام عن هجوم المتظاهرين المناصرين لفلسطين على مكاتب الصحيفة السالفة الذكر يوم الجمعة الماضي، 29 تشرين الثاني/نوفمبر، واصفا إياه بـ”عمل خطير للغاية ضد حرية التعبير”. لقد “جرت محاولةٌ لإسكات صوتٍ نقي ونزيهٍ تقليديًا في مهمته المتمثلة بتقديم المعلومات. وبصفتي ممثلًا للديانة الإسلامية، فإنني أستنكر الخلط بين حقوق الشعوب وكرامتها وأي مبررٍ للانتقام المسلح”.
وأضاف: “إن التزامنا يكمن في ضمان امتناع المدنيين والمؤمنين من اليهود والمسيحيين والمسلمين عن أي مواجهة أو ادعاء أو انتقام، وعن أي استغلالٍ وطني أو طائفي، وعن أي استقطاب أو تعميمٍ للعدالة والضحية”. وأوضح أن “الآن أكثر من أي وقتٍ مضى، نحن في الخطوط الأمامية لمنع المزيد من الانفجارات، ولا وقتَ نضيعه”.
وأكد الإمام، أن “ما حدث في تورينو يُلحق الضرر بكل فردٍ منا، فضلا عن كونه جرحٌ عميقٌ في الحوار بين الأديان ولكرامة رجال الدين المسلمين في إيطاليا”.
وأردف: “مرة أخرى: إن أعمال التخريب التي قام بها عشرات المتظاهرين الذين دمروا مقر الصحيفة، تمثل عملاً غير مقبول ولا يوصف، وهو يدافع زوراً عن حرية الرأي التي يجب الدفاع عنها وفقاً للنظام والعدالة والتلاحم، الذي لا يمكن أن يتحول أبداً إلى ارتباك وعداء مدمر وتمرد عنيف”.