روما ـ أعلن رئيس رهبنة حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية، الأب فرانسيسكو ييلپو، أن “الكهنة والراهبات باقون في قطاع غزّة، حتى لو كلفهم ذلك التضحية بحياتهم”.
وأوضح الكاهن الإيطالي، في تصريحات لخدمة الإعلام الديني التابعة لمجلس الأساقفة الإيطاليين (SIR)، أن “علينا أن نتحرر من عواقب الأمور. قد لا تُحقق الدعوة إلى السلام والعدالة والتمسك بالإنسانية النتيجة المرجوة، لكن من واجبنا الأخلاقي أن نرفع أصواتنا للمطالبة بالاحترام”.
وتابع: “لهذا السبب، سنواصل مناشدة الضمائر، لأن الضمير العميق هو ما يُمكّننا من الاعتراف بأننا بشر”، مبيناً أنه “منذ 800 عام، تشهد رهبنة حراسة الأراضي المقدسة على وجود سبيل آخر لتحقيق السلام والأمن، وهما حق لجميع الشعوب، لا عن طريق الحرب، بل الحوار والأخوة والإنسانية”.
وأكد الحارس أن “المساهمة الأولى والأساسية هي الحضور، والتواجد هناك، كما يتضح من قرار رجال الدين في غزّة البقاء إلى جانب السكان. البقاء هو أيضًا ما فعلته الحراسة على مدى ثمانية قرون في الأرض المقدسة”.
وأشار الأب ييلپو إلى أنه “لأمرٌ مؤثرٌ أن نعلم أن هؤلاء الكهنة والراهبات سيبقون في القطاع، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، فالمعنى العميق لرسالة الكنيسة هو البقاء بالقرب من الأضعف والأفقر والأكثر هشاشة”، مبيناً أن “خيارهم هذا يُناجي ضمائرهم”.
وقال الراهب الفرنسيسكاني، إن “البقاء في غزّة هو أقوى إشارة يمكن للكنيسة أن تُرسلها في مثل هذا الوقت. إن وجودهم، كوجود كهنة، رهبان والراهبات عديدين في أوقات التهديد والحرب، أثمن من أي نداء”. واختتم مشيدًا بأن “هؤلاء أناسٌ يُصبحون خلاصًا لشعب، كما حدث مرارًا في تاريخ الكنيسة”.